لإخراج سبتة من "حصارها" المغربي.. إسبانيا تصطدم بـ"النيتو" لرغبتها السماح لقطع عسكرية روسية التزود بالوقود في سبتة
وجدت إسبانيا نفسها أمام صدام محتمل مع حلف شمال الأطلسي "النيتو" بعد أسابيع من مشاركة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز في أول اجتماع لقادة دوله الأعضاء بحضور الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وذلك بسبب رغبتها السماح للسفن العسكرية الروسية بالتزود بالوقود في مدينة سبتة لإخراج هذه المدينة مما تصفه حكومتها المحلية "الحصار" الذي يفرضه المغرب، وهو الأمر الذي لا يلقى قبولا بسبب مشاركة الجيش الروسي في الحرب السورية.
وطلبت موسكو من مدريد السماح لأسطولها العسكري بالتزود بالوقود في مرافئ سبتة كما كانت تفعل خلال العقد الماضي وطيلة خمس سنوات، وفق ما أكدته صحيفة "إلكونفيدينثيال"، موردة، نقلا عن مصادر في الحكومة الإسبانية، أن هذه الأخيرة تدرس الإجابة التي ستعطيها لنظيرتها الروسية، حيث يجب عليها أن تستحضر رفض حلف "النيتو" لهذه الخطوة كما حدث سنة 2016.
وأوردت الصحيفة أن هذا الموضوع سيكون من ضمن القضايا الأولى التي يجب على وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، التعامل معها رفقة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، واصفة الأمر بأنه "معضلة معقدة"، حيث يجب على السلطة التنفيذية في مدريد الاختيار بين إعطاء "أنبوب أوكسيجين" لاقتصاد مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي مع تعزيز العلاقات مع روسيا، أو التشبث بعلاقتها مع "النيتو" والولايات المتحدة الأمريكية التي تمر بـ"فترة حرجة".
وفي أواخر أكتوبر من سنة 2016، في فترة حكومة رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي، كانت إسبانيا قد واجهت مشكلة مماثلة حين أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه بخصوص ترخيص إسبانيا للأسطول العسكري الروسي للتزود بالوقود في سبتة، على الرغم من أنها رفقة مليلية غير خاضعتين لمعاهدة الحلف العسكري.
وأورد ستولتنبرغ حينها أن "النيتو" يعتقد أن الأسطول سيشارك في عمليات عسكرية في روسيا تتمثل في نشر قاذفات في شمال غرب البلاد، وتزامنا مع ذلك كانت مدريد مجبرة على التعامل أيضا مع ضغوط دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ومنظمات غير حكومية طالبتها بإلغاء تلك التصاريح لإبعاد نفسها عن مسؤولية الحرب.
وأعلنت إسبانيا آنذاك أنها طلبت من روسيا توضيحات حول ما إذا كان الأسطول المكون من ثلاث سفن مشاركا في العمليات العسكرية في سوريا، في ظل وجود تقارير وتصريحات تؤكد استهدافه للمدنيين، لكن موسكو أنهت الجدل بسحب طلبها عن طريق سفارتها في مدريد.
وكان سانشيز قد شارك في 14 يونيو الماضي في اجتماع قادة حلف "النيتو" الأول رفقة بايدن، وهو ذاته اللقاء الذي كانت مدريد قد أعلنت أنه سيشهد أول اجتماع بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسباني، لكن الأمر تحول إلى "فضيحة" بعد أن اتضح أن الأمر يتعلق بلقاء عابر سيرا على الأقدام في ردهة مبنى القمة مدته أقل من نصف دقيقة.