لتأكيد التقارب مع المملكة.. الرئيس الإسرائيلي يستقبل اليهود المغاربة في مقر إقامته للاحتفال بـ"ميمونة"

في سابقة من نوعها، استضاف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، أمس الأحد، احتفالات "ميمونة" التي يقيمها اليهود من أصل مغربي في نهاية عيد الفصح، مستقبلا إياهم في مقر إقامته، وهو الأمر الذي أعطى لهذه الاحتفالات طابعا رسميا بعدما كانت ذات طابع شعبي على الرغم من مشاركة مسؤولين رسميين فيها، الأمر الذي يأتي كخطوة جديدة لتأكيد التقارب المغربي الإسرائيلي منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أواخر عام 2020.

واحتفل هيرتسوغ بمناسبة "ميمونة" والذكرى الـ170 لرحيل الحاخام المغربي الأصل "يهودا بيباس"، وذلك عبر استضافة اليهود المغاربة الذين أدخلوا هذه العادة إلى إسرائيل، والتي تمثل العودة إلى تناول الأطعمة الممنوعة خلال أسبوع عيد الفصح، ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست" فإنه من المعتاد أن يشارك الرؤساء الإسرائيليون في هذه الاحتفالات سنويا، لكنها المرة الأولى التي يستضيفها فيها أحدهم، وهو ما لم يحدث حتى في عهد إسحاق نافون، الرئيس الوحيد للدولة العبرية ذو الأصول المغربية والذي امتدت ولايته ما بين 1978 و1983.

وتحول اللقاء إلى مناسبة لاستعراض الدور الذي يقوم به اليهود من أصل مغربي داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث قال فاني بن عامي، ممثل منظمة "الجيل الذهبي" التي تضم اليهود ذوي الأصول الشمال إفريقية والشرق أوسطية أن الإسرائيليين المتحدرين من المغرب تحولوا من "مواطنين متمركزين في جيوب المجتمعات كانوا يعيشون عزلة اجتماعية وجغرافية، إلى مجتمع قائم بذاته له تقاليده الخاصة وصارت احتفالاته عطلا رسمية لجميع المكونات الديموغرافية لإسرائيل".

وتأتي خطوة الرئيس الإسرائيلي في فترة يتزايد فيها الحديث عن احتمال قيامه بزيارة المغرب على غرار زيارته للإمارات العربية المتحدة أواخر شهر يناير الماضي، علما أنه بعث في غشت من العام الماضي رسالة للملك محمد جاء فيها " يسعدني أن ألتقي مع جلالتك في المستقبل القريب، كلّنا أمل أن نقوم بتوسيع التعاون خلال السنوات المقبلة، بما فيه خير للشعبين" وهي الوثيقة التي سلمها وزير الخارجية العبري يائير لابيد إلى نظيره المغربي ناصر بوريطة خلال زيارته للرباط.

وبمناسبة عيد الفصل زار 15 ألف إسرائيلي المغرب عبر الخط الجوي المباشر الذي أطلق بين الدولتين، وفق ما أكده الأسبوع الماضي الدبلوماسي إيال ديفي، نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، الذي أورد أن عددا أكبر من السياح الإسرائيليين سيصلون إلى المملكة خلال فصل الصيف، ويأتي ذلك بعد سلسلة من اللقاءات الرسمية بين مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية ونظرائهم المغاربة، بما فيها زيارة وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد للعاصمة المغربية.