لكونها "طاقة ملوثة".. حزب مشارك في الحكومة الإسبانية يحاول التصدي لمشروع استيراد الكهرباء من المغرب
يقود حزب "بوديموس" المشارك في الائتلاف الحكومي بإسبانيا، حملة لوقف مشروع الربط الطاقي الجديد بين المغرب وإسبانيا عن طريق "الكابل" الذي سيمر من مدينة سبتة إلى مدينة لالينيا دي لا كونثيبثيون المجاورة لجبل طارق، على اعتبار أن الكهرباء التي سيتم استيرادها تُنتج من طرف المحطات الحرارية المغربية المعتمدة على الفحم، وهو ما يجعل منها "طاقة ملوثة".
وقدم فرع حزب "بوديموس" في منطقة مضيق جبل طارق مراسلة إلى وزارة التحول البيئي الإسبانية من أجل إيقاف هذا المشروع الذي تشرف عليه شركة الطاقة شبه العمومية "ريد إلكتريكا" مبرزا أن الكهرباء القادمة من المغرب قادمة من محطات التوليد التي لا تخضع للضوابط المعمول بها في المجال البيئي والطاقي في إسبانيا، كون أن التشريعات المغربية في هذا المجال "أكثر تساهلا".
واعتبر الحزب المحسوب على اليسار الراديكالي والمتحالف مع الحزب العمالي الاشتراكي الذي يقود الحكومة، أنه "من غير المقبول أن يتم إغلاق هذا النوع من محطات توليد الكهرباء في إسبانيا وفتحها على بعد 14 كيلومترا فقط"، في إشارة إلى المحطات الحرارية الموجودة في المغرب، معتبرا أن هذا الأمر يعني "الإبقاء على أضرار التلوث نفسها لكن دون فوائد اقتصادية ودون خلق مناصب عمل".
وأشار "بوديموس" إلى خط الكهرباء الذي يربط مدينة طريفة بمنطقة القصر الصغير قرب طنجة، الذي قال إنه ساهم في ترجيح كفة الميزان التجاري في مجال الكهرباء لصالح المغرب على حساب إسبانيا منذ 2019، على الرغم من أن الطاقة التي يتم استيرادها عبر هذا الخط لا تصنف في خانة الطاقة النظيفة.
وفي 2019 كانت شركة "ريد إلكتريكا" قد أعلن أن المغرب أصبح يزود إسبانيا بـ76 في المائة من وارداتها الكهربائية، وهو العام نفسه الذي جرى فيه توقيع مذكرة إحداث خط الكهرباء المار عبر مضيق جبار طارق، الثالث من نوعه بين البلدين، وذلك على هامش زيارة العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس إلى الرباط، وحُددت سنة 2026 لبدء هذا المشروع في العمل والذي سيكون من بين أهدافه "تطوير التجارة الإقليمية للكهرباء".