للاستفادة من خبرتها.. التهديدات الحدودية تدفع الجزائر للتوجه نحو إيطاليا بدلا من فرنسا أو إسبانيا

 للاستفادة من خبرتها.. التهديدات الحدودية تدفع الجزائر للتوجه نحو إيطاليا بدلا من فرنسا أو إسبانيا
الصحيفة من الرباط
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 23:28

قام رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، بزيارة رسمية إلى العاصمة الإيطالية روما، من أجل إجراء مباحثات حول زيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية وأمن الحدود، والاستفادة أكثر من الخبرة الإيطالية في هذه المجالات، تماشيا مع اتفاقيات سابقة بين الطرفين.

ووفق ما أوردته الصحافة الجزائرية، فإن شنقريحة حل بإيطاليا يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث التقى مع نظيره الإيطالي، الأميرال جوزيبي كافو دراغوني، وأعرب عن امتنانه لمستوى التعاون بين جيشي البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية والمشاكل الأمنية الأخرى.

وتأتي زيارة شنقريحة إلى إيطاليا، تزامنا مع تسجيل تطور كبير في التعاون بين الجزائر وإيطاليا في السنتين الأخيرتين، في مختلف المجالات، من ضمنها المجال العسكري، حيث كشفت تقارير إعلامية دولية، أن الجزائر تستفيد من برامج تخص الخبرات الإيطالية في مجالات متعددة، مثل مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.

ويأتي هذا المنحى التصاعدي في العلاقات بين الجزائر وإيطاليا في ظل توتر علاقات الجزائر مع بعض دول الجوار، وبالخصوص إسبانيا وفرنسا، حيث لازالت الجزائر تعمل على الخروج من الأزمة التي أشعلتها مع مدريد منذ مارس 2022، بعدما أعلنت عن غضبها من خطوة إسبانيا المتعلقة بدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وهو موقف "متقدم" وفق خبراء تحدثوا لـ"الصحيفة" يجعل إسبانيا ضمن الدول الداعمة للمغرب في هذه القضية.

كما أن الجزائر تعيش حاليا على وقع أزمة دبلوماسية وسياسية مع فرنسا، الشريك التقليدي لها في جميع المجالات، حتى المجال العسكري، وذلك بسبب مشاكل ثنائية مرتبطة بعدم الاتفاق على ملف الذاكرة، إضافة إلى غضب الجزائر من موقف فرنسا الأخير من دعم سيادة المغرب على الصحراء، عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع.

هذا وترغب الجزائر في رفع تعاونها مع إيطاليا في المجالات الأمنية، في ظل العديد من التهديدات التي تعيشها في حدودها المترامية الاطراف والتي تتقاسمها مع العديد من الدول، كتونس وليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا والمغرب، ولا سيما أن علاقاتها مع بعض دول الجوار تشهد توترا سياسيا كبيرا.

وعاشت الجزائر في الأسابيع الأخيرة على وقع التوتر مع بعض جيرانها، مثل ليبيا وتحركات الجنرال خليفة حفتر الذي توجد على خلاف معه، وتنظر إليه كطرف يُشكل تهديدا للأمن القومي الجزائري، ولا سيما أنه أدلى بتصريحات هدد فيها باجتياح الجزائر بسبب مواقفها في حل الأزمة الليبية.

كما توترت العلاقات بشكل كبير مؤخرا بين الجزائر ودولة مالي، حيث تتهم الأخيرة الجزائر بدعم "الإرهابيين" وهو أزواد الطوارق الذي يتوجدون في شمال مالي ويطالبون بالانفصال، وقد شهد منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في أشغال الدورة الـ79 الأخيرة، تبادل الاتهامات والانتقادات، بين وزير الخارجية المالي ونظيره الجزائري.

وتنظر الجزائر بتوجس للاضطرابات التي تعيشها منطقة الساحل، حيث تخشى من حدوث اضطرابات تصل تداعياتها إلى حدودها الترابية، خاصة أنه خلال حدوث مواجهات، يتجه المئات والآلاف من مواطني تلك الدول للفرار ودخول الجزائر، وهو ما قد يؤدي أيضا إلى تسرب عناصر مسلحة.

وبناء على هذه المعطيات، تبدو الجزائر في حاجة إلى زيادة تعاونها العسكري والأمني مع إيطاليا، والاستفادة من خبرات الإيطاليين في التعامل مع التهديدات الحدودية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...