لنصنع الفوضى.. الحكومة تهدد السلم الاجتماعي وحياة المواطنين بقرارات ارتجالية خطيرة
قرارات غير مفهومة، اتخذتها وزارة الداخلية، مدعومة بوزارة الصحة، أمس الأحد، عندما أعلنتا عن منع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش، مما تسبب في ارتباك كبير للمواطنين، وحوادث سير في الطرقات، وفوضى في محطات المسافرين.
وامتلأت محطات القطارات والحافلات بالمسافرين للخروج من المدن المعنية بالإغلاق قبل حلول منتصف ليلة أمس، مما تسبب في اكتظاظ كبيرا وازدحام وفوضى عارمة في مختلف المحطات الطرقية، ومحطات القطارات، كما شهدت الطرق السيارة ازدحاما كبيرا أدى إلى اختناق مروري في مختلف محطات الأداء الرئيسية، حيث وصلت مدة الانتظار لتجاوز أي محطة الساعتين على أقل تقدير.
وعلى مقاطع الطريق السيار الرباط الدار البيضاء برشيد، شهدت هذه المقاطع العديد من حوادث السير التي وثقها المواطنون عبر فيديوهات ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، هذا في الوقت الذي خرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ليبرر قرار إغلاق المدن بتفشي فيروس كورونا والخوف من انتشاره بشكل كبير إن تركت مداخل ومخارج المدن مفتوحة.
وبدا رئيس الحكومة مرتبكا وغير دقيق في مضمون بلاغ وزارتي الداخلية والصحة، حيث أشار إلى أن الإغلاق يهُم ست مدن في حين أن بلاغ وزارة الداخلية والصحة أشار إلى إغلاق مداخل ومخارج ثماني مدن وهي: طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش.
وهمّ الغضب المغاربة من هذه القرارات التي اعتبروها ارتجالية، ولا تحترم أدميتهم وقيمة المناسبة الدينية المتمثلة في عيد الأضحى، حيث انعكس ذلك على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بتعاليق وانتقادات لاذعة للحكومة، وللقرارات التي تسببت في فوضى أدت لحوادث سير خطيرة في الطرقات وساهمت لا محالة في توسيع المصابين بفيروس كورونا بحكم الاكتظاظ التي هم المحطات الطريقة للمسافري ومحطات القطارات، هذا في الوقت الذي وجه الكثير من المغربة سهام نقذهم لوزارة الداخلية التي سبق لها أن اتخذت العديد من القرارات الإرتجالية ثم الرجوع عنها مثل ما هو الحال مع إغلاق مدينة طنجة، الزسبوع الماضي، ثم إعادة فتحها، وما تلاه من احتجاجات للمواطنين بعد تضرر أرزاقهم من هذه القرارات.
ويبدو أن وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة في شخص سعد الدين العثماني ستكون أمام فوهة الانتقادات خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث من المنتظر أن تتسع الاحتجاجات مع اقتراب عيد الأضحى ورغبة المواطنين في الالتحاق بأسرهم في العديد من المدن التي تم الإعلان عن إغلاقها.
وفي الوقت الذي نوه المغاربة بالقرارات التي اتخذتها الدولة في بداية الجائحة، يبدو أن المنظومة بكاملها تسير نحو الإنهيار، حيث تبين ذلك بوضوح من القرارات التي اتُخذت خلال الأسابيع القليلة الماضية خصوصا من وزارتي الداخلية، والصحة، وكذا الخرجات الغير موفقة لرئيس الحكومة الذي ظهر أنه آخر من يعلم بخصوص الكثير من المعطيات التي يتم اتخاذها خارج سلطته، قبل أن يظهر من خلال بلاغ أو خرجة إعلامية لتصريف ما يبررها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :