لوموند: هناك فجوة مقلقة بين الشعب والنظام في الجزائر، وباريس لا يجب أن تسعى لإصلاح علاقاتها مع تبون على حساب الجزائريين
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن هناك فجوة مقلقة بين الشعب والنظام في الجزائر، أبرزتها بقوة المشاركة الضعيفة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي انتجت فوز عبد المجيد تبون بولاية ثانية، وهو "المنتوج الخالص للنظام" وفق تعبير الصحيفة، حيث سبق أن شغل عددا من المناصب قبل الحراك الجزائري.
وأضافت "لوموند" في افتتاحية اليوم الثلاثاء، أن الانتخابات الجزائرية الأخيرة كانت من المفترض أن تعيد "البوصلة إلى السلطة التي فقد اتجاهها"، إلا أنها رسخت استمرارية النظام القائم الذي كان "قد خرج مهزوزا من الحراك السلمي بين 2019 و2020".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن فوزتبون بنسبة مرتفعة تصل إلى حوالي 95 بالمائة، والتي تُذكر بنسب الأنظمة السوفياتية السابقة، حسب تعبيرها، "غير كافية لإخفاء هشاشة العملية" الانتخابية، ولا سيما بعد الشكوك التي ظهرت بخصوص النتائج عند إعلانها.
وقالت "لوموند" في افتتاحيتها في هذا الصدد، بأن اللجنة الانتخابية أعلنت أن نسبة المشاركة تفوق 48 بالمائة، في حين أن عدد الأصوات التي تم الإعلان عنها، لا تُمثل سوى 23 بالمائة من مجموع الناخبين في البلاد، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة المصوتين في انتخابات 2019 حيث وصلت أنذاك إلى 39 بالمائة.
وحسب الصحيفة الفرنسية، فإن هذا التراجع في عدد المشاركين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائري، "يعكس عدم رغبة الشعب في دعم عملية انتخابية محسومة مسبقًا، وهو عكس الرواية الرسمية حول 'الوحدة التي استعادتها البلاد حول قائد قادر على قيادة الجزائر نحو المستقبل' وفقًا لصحيفة الإكسبريسيون".
لكن بالرغم من هذه الشكوك، تقول "لوموند" في افتتاحيتها، بأنه سيتم تجاهل جميع الشكوكو التساؤلات، وخاصة بعد تدفق التهاني على عبد المجيد تبون، ولا سيما من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وجه إلى تبون "أطيب التمنيات بالنجاح".
وقال "لوموند" في هذا السياق، إنه "في ظل تصاعد التوتر بين باريس والجزائر بعد التحول الفرنسي المؤيد للمغرب بشأن الصحراء، من المتوقع أن يضاعف ماكرون مجهوداته تجاه تبون، ولا يمكن لوم باريس على السعي لتحسين العلاقات بين ضفتي المتوسط، لكن يجب الاعتراف أيضًا بأن الرأي العام الجزائري يتابع هذا المسرح من المجاملات الدبلوماسية بمرارة، إذ يشعر بخيبة أمل من تجاهل صوته بهذه السهولة من قبل اعتبارات الدولة".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المنابر الإعلامية الجزائرية الرسمية، شنت أمس الإثنين حملة واسعة ضد الصحافة الفرنسية، حيث ادعت بأن الصحافة الفرنسية تحاول التشويش على العملية الانتخابية "الديمقراطية" التي عاشتها الجزائر، بنشر تقارير "زائفة".
كما أن الجزائر تجاهلت على المستوى الرسمي، الرسالة التي بعث بها ماكرون إلى عبد المجيد تبون، ولم يتم الرد عليها أو الإعلان عنها، وكان قصر الإليزيه الناطق الرسمي باسم الرئيس ماكرون هو الذي كشف عن برقية التهنئة التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى الرئيس الجزائر المعاد انتخابه.