ليكسبريس الفرنسية: علاقات باريس بالجزائر لم تعرف أي تقدم نحو الأفضل، واعتراف فرنسا بمغربية الصحراء في يد ماكرون

 ليكسبريس الفرنسية: علاقات باريس بالجزائر لم تعرف أي تقدم نحو الأفضل، واعتراف فرنسا بمغربية الصحراء في يد ماكرون
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 25 فبراير 2024 - 20:03

قالت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية في مقدمة حوار مع المؤرخ الفرنسي، بيير فيرميرين، إن باريس تعيش وضعا صعبا وحرجا بخصوص محاولة خلق علاقات متوازنة مع المغرب والجزائر معا، مما يطرح تساؤلات عما إذا كانت فرنسا قررت مؤخرا تغيير بوصلتها نحو اختيار تمتين علاقاتها مع المغرب على حساب الجزائر، بعد ظهور مؤشرات عن تقارب بين الطرفين.

وفي هذا السياق، قال المؤرخ الفرنسي، بيير فيرميرين في حديثه لصحيفة ليكسبريس"، إن العلاقات بين فرنسا والجزائر لم تعرف أي تقدم نحو الأفضل، عدا بعض التقدم الحاصل في لجنة المؤرخين المكلفين بملف الذاكرة. بينما في حالة المغرب، فإن الأخير يضع قضية الصحراء ضمن أولويات التفاوض لترميم العلاقات، وبالتالي فإن فرنسا تجد نفسها في وضع صعب في الوسط بين البلدين.

وأوضح فيرميرين، أن الصعوبات من الجانب الجزائري، تكمن في الواقع الداخلي الفرنسي في ظل وجود جالية جزائرية كبيرة في فرنسا. ومن الجانب المغربي، فإن فرنسا لا تستطيع أن تستبدل المغرب في ظل العلاقات التاريخية التي تجمعهما، وهي حليفة للغرب وبوابة فرنسا نحو إفريقيا، بالإضافة إلى أن الرباط بدأت تضع أقدامها في دول الساحل وهو أمر تضعه باريس في عين الاعتبار.

وأشار المؤرخ المذكور، أن الوضع الحالي بخصوص المغرب، هو أن الرباط لم تعد تكتف بالدعم السياسي الذي تقدمه باريس في قضية الصحراء، بل أصبحت تطالب بموقف رسمي وعلني على غرار دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الكبرى، في حين أن باريس تريد أن تستمر في توافق مع الأمم المتحدة، تفاديا لخلق أزمة مع الجزائر.

وفي إجابته على سؤال ما إذا كانت باريس ستقدم على خطوة الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء، قال فيرميرين لصحيفة "ليكسبريس"، إن الأمر بيد الرئيس إيمانويل ماكرون، مضيفا بأن الرئيس يشعر بالملل الشديد، فالجزائر مدعومة من الصين وروسيا، والمغرب حليف للولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا، وبالتالي فإن وضع فرنسا صعب.

هذا، وكانت تقارير إعلامية فرنسية قد قالت تعليقا على إعلان وزارة الخارجية يوم الخميس عن القيام بترتيبات للإعداد لزيارة الوزير ستيفان سيجورني إلى المملكة المغربية في الأيام القادمة، أنه في حالة إذا حدثت هذه الزيارة، فإن ذلك سيكون بمثابة بداية لموقف فرنسي جديد في قضية الصحراء لصالح المغرب.

وحسب عدة صحف فرنسية، مثل "لوموند" و"لوفيغارو"، فإن العديد من زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى المغرب، وعلى رأسهم إيمانويل ماكرون، كانت قد تأجلت أو تم إلغائها لأجل غير مسمى في أوقات سابقة، بالرغم من أنه كان قد تم الإعلان عن إجراء ترتيبات للقيام بها، وهو ما يُبقي أيضا نوعا من الشك بشأن زيارة سيجورني إلى المغرب.

ووفق نفس المصادر، فإن أهم الأسباب التي تقف وراء عدم تنفيذ العديد من الزيارات لمسؤولين فرنسيين إلى المغرب في الفترات الماضية، ترجع إلى شرط الرباط المتعلق بضرورة أن تتخذ باريس موقفا صريحا وواضحا في قضية الصحراء، وذلك عبر إعلان دعم سيادة المغرب الكاملة على الصحراء، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر 2020.

ولا يبدو ذلك مستبعدا، ولاسيما أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسية الأخيرة، حملت العديد من الإشارات، حيث قال إنه سيبذل قصارى جهده في الأسابيع والشهور المقبلة من أجل تحقيق التقارب بين فرنسا والمملكة المغربية، بناء على طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي طلب منه الاستثمار في العلاقات الفرنسية المغربية بهدف كتابة فصل جديد في العلاقات الثنائية.

وأضاف سيجورني في تصريحات أدلى بها لصحيفة "ويست فرانس" منذ أيام بأنه سيعمل "شخصيا" على تحقيق التقارب بين المغرب وفرنسا لتجاوز التوترات التي عرفتها العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أنه أجرى العديد من الاتصالات مع نظرائه المغاربة منذ تعيينه في 12 يناير الماضي.

وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية وفق الصحيفة المذكورة، أن فرنسا دائما كانت في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل الصحراء، "حيث أصبح دعم فرنسا الواضح والمستمر لخطة الحكم الذاتي المغربي حقيقة واقعة منذ 2007"، أي تاريخ تقديم المغرب لهذه المبادرة لحل نزاع الصحراء.

وأضاف سيجورني في هذا السياق بأنه "قد حان الوقت للمضي قدما"، وأنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق التقارب مع المغرب وفق احترام تام للمغاربة، في تلميح إلى خطوة قد تكون مهمة من طرف باريس لتحقيق ذلك، وفي هذه الحالة فإن الأقرب إلى التكهن هي اعتراف فرنسا بشكل رسمي بسيادة المملكة المغربية على الصحراء.

أقيلوا هذا الرجل !

صناعة الفشل في المغرب سلعة رائجة. هذا على الأقل ما يمكن استخلاصه عند الإطلاع على حال شركة الخطوط الملكية المغربية التي يقودها عبد الحميد عدو إلى الهاوية وهو مستمتع بالمُهمة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...