ما هي أسرار الكركارات؟ وهل تعجل بالحل الذي طال انتظاره؟
طفت أزمة الكركارات من جديد على صفح الأجندة السياسية والاعلامية في المغرب كما الجزائر والبوليساريو بعد ظهور عناصر البوليساريو في المنطقة، واغلاقهم المتكرر للممر التجاري الدولي الذي يعبرها في اتجاه الحدود المغربية الموريتاني، والعبث بممتلكات وبضائع التجار، واستفزاز الجنود المغاربة.
نعم لكل طرف رواية يرويها، تكون متباينة ومتناقضة عن الأخرى مثلما هي مختلفة في الخلفيات، بيد أن شهادة الأمم المتحدة كانت دائمة حاسمة في اسلوب وعبارات تقارير أمينها العام وقرارات جهازها التنفيذي؛ مجلس الأمن.
وبين هذا وذاك وفي انتظار قرار مجلس الأمن الملزم في منطوقه وبنوده. لاشك سيكون متماهيا مع تقرير الأمين العام في تقريره الأخير ولن يختلف معه كثيرا، فان الكركارات ستبقى نقطة ساخنة.
فكل علامات التشوير لكل الاتجاهات توجد في المنطقة ؛ نحو العودة الى الوطن والحل الذي ينهي اللجوء، او العصيان والتمرد والعرقلة، والادانة الدولية.
وقد تكون هي بداية للحرب الذي يؤدي الى الحل أيضا إذا استمر اغلاق الممر، وصبر المغرب لن يطول أكثر من مصادقة مجلس الأمن على قراره بالتمديد للمينورسو.
والبوليساريو والجزائر يقدمان هدية للمغرب وفرصة لبسط سيادته على كل أراضيه جنوب وشرق جداره الدفاعي، إذ ذاك لن يكون هنالك مجال للمينورسو التي تعرقل قوة المغرب في اجراء الحل بيديه، وهو احساس كان يراود المغرب منذ 2015، لكنه آثر احترام الشرعية الدولية.
وفي اطار هذا الحل لن يكون هنالك محل لزعم "الأراضي المحررة" ولا "اعمارها" ولا اغلاق ممر الكركارات من طرف البوليساريو مدعومة ومحرضة من طرف الجزائر وغيرها من القوى الخارجية والشرق اوسطية بالضبط التي تناور لاجراء طوق على المغرب لخنقه وعرقلة خطته الجديدة في افريقيا .وهو الحل أيضا لكن في اطار الحرب.
والحرب قريبة على بعدها، وبعيدة على قربها، فهي مزاج بشري محض يلجأ اليه المنهزم بغية خلط وبعثرة الأوراق المرتبة التي تشكل ضغطا عليه، وهو ما تتجه نحوه البوليساريو والجزائر عبر ممر الكركارات.
*محامي بمكناس - خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء