متشدّد من أصول مغربية.. أرييه درعي يُصبح ثاني أقوى مسؤول في حكومة نتنياهو بإسرائيل

بعد تعيين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، زعيم حزب "شاس" المتشدد، أرييه مخلوف درعي، كنائب لرئيس الوزراء ووزير الداخلية والصحة، أصبح هذا الأخير رسميا ثاني أقوى رجل في إسرائيل حاليا وفق وصف الصحافة العبرية، خاصة أن أرييه درعي معروف بمواقفه القوية وعناده السياسي الذي يتحدى به حتى المتابعات القضائية ضده.

ويُعتبر أرييه درعي من الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي تنحدر أصولها من المغرب، حيث وُلد في مدينة مكناس سنة 1959، قبل أن يرحل رفقة أسرته إلى إسرائيل بعد الحرب العربية الإسرائيلية في سنة 1967، ليبدأ مساره التعليمي والديني هناك، ثم الانخراط في السياسة عبر حزب "شاس" المتطرف.

وتحضر أصول درعي المغربية في الكثير من تحركاته السياسية، حيث يعود إلى هذه الأصول للدفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموجهة إليه بالفساد وخيانة الأمانة، حيث اعتبر في العديد من تصريحاته أن "أعدائه" يكيدون له بسبب أصوله التي تنحدر من المغرب، وأنه بريء من التهم العديدة التي تُوجه إليه في كل مرة.

وبالرغم من أن درعي سبق أن دخل السجن بسبب تُهم تتعلق بالاحتيال والرشوة وانتهاك الثقة خلال توليه مناصب عليا، إلا أن ذلك لم يمنعه من تولي مناصب سياسية عديدة، آخرها تعيينه من طرف نتيناهو في حكومته التي تُوصف بدورها بالتطرف، وهو التعيين الذي أثار جدلا كبيرا في إسرائيل ولازال.

وتُطلق الصحافة الإسرائيلية والدولية على حكومة بنيامين نتنياهو التي تشكلت في الأسابيع الأخيرة، على أنها أكثر الحكومات الإسرائيلية "تطرفا" منذ تأسيس إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي يُوجد مخاوف من أن تؤدي هذه الحكومة إلى توتر العلاقات في الشرق الأوسط وعودة الاضطرابات.

من جانب آخر، فإن وجود أرييه مخلوف درعي في حكومة نتنياهو، يتوقع الكثير من المتتعبين للعلاقات الإسرائيلية العربية، أن يعلب دورا كبيرا في الرفع من مستوى العلاقات بين تل أبيب والرباط، خاصة أن الأخيرة تنتظر من الحكومة الإسرائيلية إعلان دعمها الصريح للمغرب في قضية الصحراء.

وقالت صحيفة "أكسيوس" مؤخرا، إن حكومة نتنياهو بهذه التشكيلة المتشددة، لا مشكلة لديها في إعلان دعمها واعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، خاصة أن هناك رغبة لدى نتنياهو في القيام بزيارة إلى المملكة المغربية، لإعادة الدعم الجماهيري له في إسرائيل بعدما تضررت صورته كثيرا بسبب قضايا فساد.

وتجدر الإشارة إلى إن نتنياهو في فترته الرئاسية السابقة، كان قد طالب من المغرب فتح سفارة مغربية في تل أبيب وفتح سفارة إسرائيلية في الرباط للرفع من مستوى العلاقات الثنائية، إلا أن تقارير عديدة ربطت هذا التأخر في إحداث ذلك، برغبة المغرب في دفع إسرائيل تقديم اعتراف رسمي بسيادة الممكلة المغربية على الصحراء.

ويُتوقع في ظل شخصية قوية مثل زعيم حزب "شاس" الذي ينحدر من المغرب في حكومة بنيامين نتنياهو، أن يلعب هذا التواجد دورا مهما في تنفيذ ما ترغب فيه الرباط في قضية الصحراء.