مخافة تكرار محاولة اقتحام سبتة التي أحرجت أخنوش.. حملة دعائية لاستعادة الثقة في وعود "الدولة الاجتماعية" تحت شعار "منهربوش"
ما زالت مشاهد الآلاف من الشباب والقاصرين الراغبين في الوصول إلى مدينة سبتة، تلاحق الحكومة الحالية متسببة في إحراج كبير لشعار "الدولة الاجتماعية"، الذي تبناه ودافع عنها رئيسها عزيز أخنوش، وهو الأمر الذي زادت حدته بعد بروز دعوات أخرى لتكرار المحاولة يوم 30 شتنبر الجاري.
وبرزت حملةٌ "مضادة" عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحت شعار "منهربوش"، والتي تدعو الشباب إلى التراجع عن فكرة الهجرة غير النظامية، باعتبارها "هروبا لن يحل المشكلة"، وبدأت الحملة تنتشر أيضا عبر اللوحات الإعلانية في الشوارع المغربية.
والحملة منسوبة إلى جمعية يوجد مقرها في مدينة فاس، تحمل اسم "مبادرات لترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية"، وهي عبارة مُستقاة من الشعار الذي تتبناه الحكومة الحالي، وتردده قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يترأسه أخنوش، والذي يقود الأغلبية.
وفي اللافتة الإعلانية للحملة، التي اختار القائمون عليها ألوان العلم المغربي، نجد النص التالي "منهربوش.. وطنك فوق كل شيء.. الفساد والبطالة ماشي سبب باش تهرب"، ونقرأ أيضا "الهروب ما غاديش يحل المشاكل.. الغربة تقدر تخدعك ولكن الوطن هو لي كيبقى معاك حتى الظروف الصعيبة".
والواضح من الحملة، التي رفعت أيضا شعار "إصلاح بادك يبدأ منك، ماشي الهروب"، أنها موجهة ضد دعوات تكرار محاولة الاقتحام الجماعي لسياج سبتة يوم الاثنين المقبل، بعدما تصدت السلطات المغربية لمحاولة شارك فيها الآلاف يوم 15 شتنبر 2024، وكان أغلب الداعين لها والمنضمين إليها شباب ومراهقون.
وحاليا، تعيش مدينة الفنيدق المجاورة لسبتة، استنفارا أمنيا جديدا، مخافة تكرار المحاولة، وهو الوضع الذي يثير قلق السلطات الإسبانية أيضا على الطرف الآخر، لدرجة أن مندوبية الحكومة المركزية في المدين الحاصلة على حكم ذاتي، أكدت نشر عناصر الأمن بأعداد كبيرة في محيط السياج الحدودي، مع استمرار وصول التعزيزات من إسبانيا.
ومع إتمام حكومة أخنوش لسنتها الثالثة، وجدت نفسها أمام وضع غير طبيعي، إذ في الوقت الذي دافعت فيه، على لسان رئيسها، عن حصيلتها خلال انتصاف ولايتها قبل أشهر، خصوصا ما يتعلق بمجالات الصحة والتعليم والتشغيل والدعم الاجتماعي، برز الآلاف من المغاربة، في مقتبل العمر، الذين اختاروا التضحية بحياتهم وحريتهم للوصول إلى سبتة.
وفي مدينة فاس، وعند مشاركته في مداخلة بعنوان "الحصيلة المرحلية للعمل الحكومي وآفاق النصف الثاني من الولاية"، قال أخنوش في يونيو الماضي، في إطار سلسلة لقاءات "مقهى المواطنة" المنظمة من طرف حركة "المواطنون" أن حكومته "تواصل بكل جدية ومسؤولية تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية".
ونوه أخنوش ب،"نجاح الحكومة في إحياء الحوار الاجتماعي، وجعله فضاء خصبا لبلورة الخيارات الاجتماعية وتحديد السياسات العامة التي تلبي احتياجات المواطنات والمواطنين"، معتبرا أن "الحكومة بنت حصيلتها على شرعية الإنجازات لفائدة المواطنين والأسر المغربية، ولم تشتك في المقابل من تداعيات الأزمات المركبة التي عاشتها بلادنا في السنوات الأخيرة".
وأشاد أخنوش حينها أيضا بـ"مساهمة الحكومة عبر عدد من التدابير في إرساء دينامية إيجابية في عجلة الاقتصاد، وبإنجازاتها في قطاعات التعليم والصحة والفلاحة، مشددا في السياق ذاته على التزام الحكومة بحل مختلف الإشكاليات العالقة وفق الإمكانيات المتاحة للدولة".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :