مخاوف أمريكية من "تحكم" المغرب في غذاء فلوريدا بسبب تشريع لوقف تصنيع الفوسفاط ضد شركة "حاربت" الـOCP

 مخاوف أمريكية من "تحكم" المغرب في غذاء فلوريدا بسبب تشريع لوقف تصنيع الفوسفاط ضد شركة "حاربت" الـOCP
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 14 دجنبر 2021 - 12:00

تعيش ولاية فلوريدا صراعا تشريعيا بين الراغبين في الحد من الصناعات التحويلية للفوسفاط باعتبارها مسببة للتلوث، وبين رافضي ذلك من الصناعيين ورجال الأعمال والسياسيين، الذين يرون أن هذا الأمر سيجعل الولاية التي يتجاوز تعداد 21 مليون نسمة تفقد جانبا مهما من أمنها الغذائي لصالح دول أخرى تتوفر على إمكانيات كبيرة لمزاولة النشاط نفسه، وفي مقدمتها المغرب.

ويوم أمس الاثنين كسب مساندو وقف عمليات إنتاج وتعدين الفوسفات إحدى جولات المعركة، حين صوت المجلس الاستشاري للتخطيط والتقسيم في مقاطعة شارلوت على توصية بفرض حظر هذا النشاط، والذي سيجري عرضه للحسم فيه على مفوضي المقاطعة في يناير المقبل، الأمر الذي دفع سيناتور فلوريدا عن الحزب الجمهوري، بين ألبريتون، إلى التحذير من تحكم المغرب وروسيا مستقبلا في هذا النشاط على حساب الولاية.

ويرى معارضو صناعة الفوسفاط أن هذا النشاط الاقتصادي يتسبب في تلويث المياه التي تستخدم في الشرب وفي الاستحمام، ويعتبرون أنها ستصبح معرضة لمواد كيميائية ضارة بسبب عمليات تخزين النفايات الصناعية التي قد تتسرب إلى مجاري المياه، كما يعارضون مخططات شركة "موزاييك" الأمريكية للتوسع نحو مناطق أخرى لاستخراج الفوسفاط، وهي التي تعمل في هذا المجال لمدة 100 عام، ووقفت العام الماضي بشراسة ضد الصادرات المغربية للولايات المتحدة.

لكن السيناتور ألبريتون، العضو حاليا في مجلس الشيوخ الأمريكي، يعتبر أن من واجبه الدفاع عن هذه الصناعة معتبرا أنه "لا معنى له"، وأورد السياسي المنتمي لرجال الأعمال العاملين في المجال الفلاحي وتحديدا زراعة وتجارة الحوامض، أن دعمه لصناعة الفوسفاط نابع من كونه "يُحب الأكل"، ولأنها أيضا "تُشغل الآلاف من العمال".

ويرى ألبريتون أن حفاظ الولاية على هذه الصناعة التي تنتج عنها الأسمدة الفلاحية أمر أساسي للحفاظ على أمنها الغذائي، موردا "فلوريدا تتوفر على واحد من أكبر احتياطيات الفوسفاط الخام في العالم، وإذا أصبحت عمليات التعدين صعبة فيها فهناك أماكن أخرى في روسيا والمغرب يمكنها تولي المسؤولية"، خالصا إلى أنه لا يريد أن "تتحكم" هتان الدولتان في الإمدادات الغذائية لبلده.

وكانت شركة "موزاييك" التي يدافع عنها السيناتور الجمهوري المذكور، وراء إحدى أصعب الصدامات الاقتصادية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية خلال عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب، وذلك بعدما دفعت شكايتها لوزارة التجارة الأمريكية حول كون أسمدة الفوسفاط المستوردة من المغرب تتلقى "إعانات غير عادلة من الحكومة المغربية" إلى دفع هذه الأخيرة لفتح تحقيق في الأمر شهر يوليوز من سنة 2020.

وركزت الشكاية على أن المكتب الشريف للفوسفاط يتلقى دعما ماليا حكوميا يُسهل عليه بيع منتوجه بأثمنة منخفضة، كان ذلك بعد أن وصلت قيمة صادراته 729 مليون دولار سنة 2019، مقابل 299 مليون دولار قيمة الصادرات الروسية التي تعرضت بدورها للتحقيق، والذي فرض، في نونبر من العام الماضي، على المُصدّرين المغاربة دفع تعويضات تعادل 23,46 في المائة من قيمة الصادرات، الأمر الذي اعتبرته الـ OCP بأنه "لا أساس له"، وسيكون "ضارا بالفلاحين الأمريكيين بالدرجة الأولى".

ووفق أرقام مكتب الصرف حول الصادرات المغربية خلال الأشهر التسعة من سنة 2021، يأتي الفوسفاط ومشتقاته في المرتبة الثانية من حيث المداخيل بـ54,83 مليار درهم بارتفاع بلغ 44,6 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بعد صادرات السيارات التي بلغت قيمتها 58,35 مليار درهم، وقبل صادرات قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية بـ49,77 مليار درهم. 

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...