مرور سنة على عملية الكركرات.. الجزائر و"البوليساريو" تفشلان في جر انتباه العالم لـ"الحرب في الصحراء"

 مرور سنة على عملية الكركرات.. الجزائر و"البوليساريو" تفشلان في جر انتباه العالم لـ"الحرب في الصحراء"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 14 نونبر 2021 - 14:25

مرت سنة كاملة على عملية تحرير منطقة ومعبر "الكركرات" المغربي مع الحدود الموريتانية من تعنت وتطاول عناصر "جبهة البوليساريو"، حيث تم ذلك في 13 نونبر 2020، بعد أكثر من أسبوعين من قيام عناصر محسوبة على الجبهة الإنفصالية بقطع الطريق ومنع مرور شاحنات البضائع نحو موريتانيا أو القدوم منها، في محاولة للضغط على المغرب.

عملية "التطهير" تمت في الساعات الأولى من صباح الجمعة 13 نونبر 2020 من طرف القوات المغربية، حيث قامت بطرد عناصر "البوليساريو" من المعبر ومحيط "الكركرات"، ثم قامت بعد ذلك بوضع طوق أمني وتأمين المنطقة لضمان حرية التنقل ونقل البضائع في ظروف جيدة، ولازالت هذه الظروف الآمنة مستمرة لحدود الساعة.

جبهة "البوليساريو"، اعتبرت تدخل القوات المغربية لتأمين حرية التنقل في معبر "الكركرات"، هي خرق لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه بين الطرفين في سنة 1991، لتبدأ في القيام بمناوشات عسكرية بالقرب من الجدار الأمني المغربي، وتُعلن "عودة الحرب إلى الصحراء".

وشنت الأذرع الإعلامية التابعة للجبهة، إضافة إلى وسائل الإعلام الجزائرية، منذ ذلك الحدث، حملات واسعة للترويج لوجود حرب في الصحراء المغربية، ونشرت العديد من التقاير والروبورطاجات المصورة التي تبين فيما بعد زيفها، بهدف جر انتباه العالم لهذه البقعة، إلا أن جميع المحاولات لم تُكلل بالنجاح الذي كانت ترجوه الجبهة الإنفصالية ومعها الجزائر.

ولازال قادة "البوليساريو" يُكررون إلى هذه اللحظة وجود حرب في الصحراء، جيث صرح ما يُسمى بـ"عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وقائد الناحية العسكرية السابعة بالجيش الصحراوي" المدعو الطالب عمي ديه، بمناسبة مرور عام على يسمونه بعودة الحرب إلى المناطق الصحراوية"أن الحرب واقع معاش وملموس، رغم محاولات الاحتلال المغربي التنكر لهذه الحقيقة".

ومن الجانب المغربي، فإن السلطات الرسمية لم تتحدث إلا في مرات قليلة عن وجود مناوشات عسكرية في الصحراء المغربية، أولها كان عند الإعلان عن تنفيذ عملية الكركرات، والثانية كانت ردا على التقارير الإعلامية الجزائرية التي تتحدث عن وجود حرب في الصحراء، عندما نفى المغرب وجود أي حرب هناك عدا بعض المناوشات التي تحدث بين الحين والأخر.

ويعتبر خبراء الحروب، أن المناوشات وعمليات القصف التي تحدث في فترات متفرقة بدون مواجهات عسكرية مباشرة متواصلة، لا ترقى إلى مستوى الحديث عن حرب، بقدر ما تُعتبر مجرد مناوشات حربية، وهو ما يبدو أن المغرب لا يريد أن يعطيها أكثر من حجمها، في الوقت الذي تأمل "البوليساريو" أن يتحدث العالم عن وجود حرب بهدف "إنعاش" وجودها وصوتها الذي خفت في السنوات الأخيرة بشكل كبير بعد انفضاض العديد من الدول التي كانت تساندها.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...