مشاركة الجيش المغربي في مأموريات السلام والأعمال الإنسانية ستُكلف خزينة المملكة 200 مليون درهم السنة المقبلة
كشف مشروع قانون المالية لسنة 2024، الذي أمطت النقاب عنه وزارة الاقتصاد والمالية، أن المغرب سيُخصص 200 مليون درهم من نفقات الحسابات الخصوصية لأجل تغطية تكاليف مشاركة عناصر القوات المسلحة الملكية في مهمات حفظ السلام الدولية، التي يشاركون فيها تحت لواء الأمم المتحدة، بـ 1720 عنصرا.
وجاء في مشروع قانون المالية أن الحكومة ستُخصص المبلغ المذكور، الذي يعادل 19,39 مليون دولار، لفائدة صندوق مشاركة القوات المسلحة الملكية في مأموريات السلام والأعمال الإنسانية والدعم برسم التعاون الدولي، وذلك ضمن الحسابات الخصوصية للخزينة، وهو مبلغ يعادل ما تم رصده لخدمات أخرى ذات طابع اجتماعي، مثل صندوق الخدمة الأساسية للمواصلات والصندوق الخاص بإنعاش ودعم الوقاية المدنية.
ووفق أرقام الأمم المتحدة، فإن المغرب يوجد في الصف 11 عالميا من حيث عناصر الجيش والشرطة المساهمين في عمليات حفظ السلام التابعة لها، المعروفين بأصحاب القبعات الزرق، ويتعلق الأمر بـ1720 عنصرا إلى غاية 31 يوليوز 2023، وهو عدد أكبر من مساهمة دول أخرى ذات تعداد سكني أعلى من المملكة، مثل جنوب إفريقيا وإثيوبيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ونيجيريا وتركيا والبرازيل وروسيا، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق معطيات الحكومة المغربية، يشارك عناصر حفظ السلام المغاربة في البعثات الأممية المنتشرة في 4 دول، وهي جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان، ويساهمون في عمليات حفظ الأمن والاستقرار وحماية المؤسسات والمنشآت العامة، إلى جانب وظائف أخرى إنسانية مثل إنشاء مستشفيات ميدانية.
وتساهم القوات المسلحة الملكية منذ سنة 1960، وفق وزارة الخارجية المغربية، في خدمة مبادئ السلام والأمن عبر العالم، وأيضا تقاسم الخبرة المكتسبة من طرف القبعات الزرق المغاربة من أجل الدفاع عن القيم الكونية للتضامن والكرامة والعمل الإنساني عبر إرسال تجريدات تابعة للقوات المسلحة الملكية، تحت راية الأمم المتحدة، بمختلف القارات.
وفي نونبر من سنة 2022، وعند لقائه بالملك محمد السادس في الرباط، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالمساهمة الفعالة للمغرب في حفظ السلام في القارة الإفريقية، منوها بـ"المساهمة البناءة والمستمرة للمملكة المغربية في الحفاظ على السلام وتوطيده وتعزيز الاستقرار ودعم التنمية، لاسيما في جميع أنحاء إفريقيا".
وبعدها بأيام أعرب وكيل الأمين العام الأممي لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، في تعزية وجهها لعمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بعد مقتل جندي مغربي من قوات "مينوسكا" الأممية لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى "أشكر المغرب مرة أخرى على التزامه ودعمه لعملياتنا، على الرغم الثمن الباهظ الذي يترتب عن ذلك".