مع اقتراب زيارته إلى الرباط.. ماكرون يُخفّف من لهجة وزير الداخلية المتشددة بشأن الهجرة مع المغرب والجزائر
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن الهجرة لم تشكل أي ضرر لفرنسا على مر تاريخها، مؤكدا على أن بلاده كانت دائما منفتحة أمام الجميع، وذلك خلال حوار مصور أجراه مع قناة "فرانس إنتر" أمس السبت، تضمن ردودا غير مباشرة على وزير الداخلية الجديد، برونو ريتايو الذي تحدث في الأيام الماضية بخطاب اتسم بالتشدد في التعامل مه المهاجرين غير النظاميين، وبالأخص المغاربة والجزائريين.
وأشار ماكرون بالتحديد في كلامه إلى المهاجرين القادمين من دول إفريقيا، حيث شدد على أن الهجرة من إفريقيا لم تشكل أي ضرر لفرنسا، مشيرا في الوقت نفس إلى التأثير الإيجابي الذي أحدثته الهجرة في تاريخ فرنسا، وبروز العديد من الأسماء التي رفعت من إسم فرنسا على المستوى الدولي في العديد من المجالات.
وقالت الصحافة الفرنسية، إن تصريحات ماكرون بخصوص الهجرة، كانت عبارة عن انتقادات غير مباشرة موجهة إلى وزير الداخلية الفرنسي الجديد، برونو ريتايو، الذي تحدث مؤخرا عن اتخاذ إجراءات مشددة بشأن المهاجرين غير النظاميين، وبالخصوص المغاربة والجزائريين، وذلك عبر زيادة فترة حجز المهاجرين السريين، وترحيلهم، وزيادة المراقبة على الحدود، مشيرا إلى أن من أولوياته مكافحة الهجرة غير النظامية.
كما أن وزير الداخلية وجه بشكل مباشر اتهامات للدول المغاربية، بعدم التعاون في مجال قبول مواطنيها الذين ترغب فرنسا في ترحيلهم، حيث أشار في تصريح لمجلة "لو فيغارو" بأن عدد التأشيرات التي تقدمها فرنسا إلى البلدان المغاربية يفوق بشكل كبير عدد التصاريح القنصلية التي تقدمها هذه الدول لفرنسا لاستقبال مواطنيها.
وأثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، قلقا في أوسطا المهاجرين المغاربيين المتواجدين في فرنسا، ولاسيما الفئات التي لازالت ترغب في تسوية وضعيتها القانونية أو التي تجد صعوبات في تحقيق ذلك، وهو ما دفع ماكرون إلى تقديم تصريحات تُخفف من قلق الجاليات المغاربية.
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون يُرتقب أن يحل بالمملكة المغربية في أواخر أكتوبر الجاري، في زيارة رسمية تم الإعلان عنها مؤخرا من طرف قصر الإليزيه، وهي الزيارة التي تأتي بعد عامين من التوتر الدبلوماسي بين البلدين، جراء رفض فرنسا إعلان موقف صريح وواضح من قضية الصحراء المغربية، قبل أن تقدم على هذه الخطوة أخيرا في رسالة وجهها ماكرون إلى العاهل المغربي في يوليوز الماضي.
وفي حوار كان قد أجراه الكاتب والمؤرخ الفرنسي، بيير فيرميرين، مع "الصحيفة"، أشار الأخير إلى أن زيارة ماكرون إلى المغرب ستتناول العديد من القضايا، ومن بينها قضية الهجرة، وبالخصوص التعاون في مجال ترحيل المهاجرين غير النظاميين من فرنسا إلى المغرب، للذين يحملون الجنسية المغربية.
كما قال نفس المتحدث، أن هذه الزيارة تأتي في سياق المصالحة الفرنسية المغربية على مستوى القيادات التنفيذية، بعد سنوات من القطيعة، مشيرا إلى أن هناك نية صادقة لاستعادة علاقة ضرورية بالنظر إلى ما يحدث في إفريقيا (خاصة في منطقة الساحل) وفي العالم العربي: تونس، ليبيا، لبنان، سوريا، إسرائيل/فلسطين، فالملفات على الطاولة كثيرة وملحة، وفرنسا في حاجة إلى شركاء يتشاركون رؤاها للمضي قدماً، خصوصاً لاستعادة دورها في الشرق الأوسط.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :