منظومة كروية نسوية بتصور "أجنبي".. بين الخوف من تكرار سيناريو الذكور وإهمال الكفاءة الوطنية
تعيش كرة القدم النسوية في المغرب، تحولا جذريا، منذ يوليوز من السنة الماضية، حيث بدأت أسس مخطط "مارشال" تترسخ حول المنظومة، بقيادة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خاصة على مستوى الهرم البنيوي المشكل للمنتخبات الوطنية.
هذا وفي الوقت الذي تستعرض فيه الـFRMF النتائج الأولية لمخطط النهوض بالكرة النسوية، تزامنا مع زيارة فاطمة سامورا، الكاتبة العامة للاتحاد الدولي "فيفا"، إلى المغرب، فإن تساؤلات عدة تطرح على مستوى السياسة التي تنهجها جامعة الكرة في إطار هذا الورش الهام ومدى إسقاطها على تجارب مماثلة على مستوى الذكور.
وبدى جليا أن الجهاز الوصي على كرة القدم الوطنية، يعقد آماله على التجربة الأجنبية في هرم المنتخبات النسوية، حيث سحب البساط تدريجيا من كفاءات نسائية وطنية، كانت في الواجهة، خلال الأشهر الماضية، على غرار لمياء بوهمدي، مدربة منتخب U17، التي قادت أيضا منتخب U20 إلى تحقيق نتائج جيدة، قبل أن يتم تعويضها، قبل أسابيع، بالمدرب الفرنسي باتريك كوردوبا، بتزكية من مواطنه رينالد بيدروس، مدرب المنتخب الأول.
واستقى موقع "الصحيفة"، مجموعة من ردود الأفعال الغاضبة من السياسة التي تنهجه جامعة لقجع، في مفاضلتها ل"الأجنبي" عوض وضع الثقة في الكفاءة الوطنية، خاصة فيما يتعلق بمنتخبات الفئات السنية، حيث من النادر أن تجد اتحادا كرويا محليا يعتمد على الإطار الأجنبي لقيادة منتخب U17 أو U20، تقول إحدى الأطر التقنية الوطنية، في دردشة مع الموقع.
وتضيف المتحدثة ذاتها، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إنها "مستغربة من تعيين إطار أجنبي لقيادة منتخب U20 وفرض اسمه حتى على منتخب U17، علما أنه لا يملك تجربة تذكر على مستوى المنتخبات الوطنية النسوية"، مضيفة "لنا نماذج عدة عن أطر أجنبية تم تعيينها داخل الإدارة التقنية الوطنية، في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تقدم الإضافة المرجوة، على غرار الأمريكية كيلي ليندسي، التي ترأست إدارة المنتخبات النسوية، خلال فترة وجيزة، قبل الانفصال عنها".
ويبدو أن "عقدة" الأجنبي تسللت إلى جسد كرة القدم النسوية، رغم حداثة عهد المشروع، وذلك بعد أن أظهرت المدارس المتعددة فشلها على مستوى المنتخبات الوطنية "ذكور"، على مدار سنوات، سواء على مستوى قاعدة الهرم أو أعلاه، بالرغم من الإمكانيات الضخمة المرصودة والتنوع في الجنسيات الذي أضحى يميز أروقة مركب محمد السادس لكرة القدم ب"المعمورة".
أزيد من سنة مرت على انطلاق ورش النهوض بكرة القدم النسوية، الذي يعد من بين الأوراش الكبرى التي تحظى باهتمامات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، الأخير الذي سخر وسائل بشرية ومادية لوجستيكية كبيرة من أجل النهوض بالقطاع، باعتبارها من بين الدعائم التي ترتكز عليها اللعبة، على الصعيدين الدولي والقاري، كما أنها أضحت تواكب نفس التطور الذي تشهده الكرة على مستوى الذكور.
في تقييم أولي لحصيلة العمل خلال 365 يوما، أعلنت جامعة لقجع أنها بدأت في قطف ثمار العمل المبدول على المستوى قاعدة الكرة النسوية، خاصة على مستوى المنتخبات الوطنية، في انتظار تطوير الممارسة على صعيد الأندية، من خلال الانخراط في المشاريع المسطرة من قبل الكونفدرالية الإفريقية للعبة "كاف".
الأرقام الأولية، أشارت إلى نجاعة المشروع، الذي استمر لعام واحد، حيث تم رصد أزيد من 450 لاعبة على الصعيد العالمي (أزيد من 16 دولة) لتغطية معسكرات ثلاث منتخبات وطنية (U17 وU20 والمنتخب الأول)، كما تم اقتراح 46 لاعبة (من مواليد 2000 إلى 2005)، لتصل نسبة النجاح في الاختيارات إلى 63 بالمئة في القوائم النهائية.
على مستوى الإدارة التقنية النسوية، عقد فوزي لقجع، رئيس الجامعة، اجتماعات عدة، ارتكزت على تطوير البطولة الوطنية النسوية في قسميها الأول والثاني، اعتماد عقود احترافية للاعبات الممارسات، فضلا عن إحداث بطولتين وطنيتين لفئتي أقل من 15 و17 سنة، من أجل تحضير القاعدة لتطعيم المنتخب الوطني، كلبنة أولى لبناء المنظومة من قاعدة الهرم نحو القمة.
جدير بالذكر أن جامعة لقجع تنخرط في الدينامية التي تشهدها الكرة النسوية داخل القارة الإفريقية، حيث أعلنت الـCAF منذ فترة قصيرة، على هامش اجتماع المكتب التنفيذي، أنها بصدد إحداث مسابقة قارية جديدية، تحمل تسمية دوري أبطال إفريقيا للسيدات، سيكون المغرب مسرحا لأول نسخة منها، خلال شهر نونبر المقبل، بحضور فريق الجيش الملكي، ممثلا للكرة الوطنية، وذلك بعد أن تقرر اعتماد البطولة ضمن رزنامة الأحداث الكروية القارية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية.