من التصدير إلى الاستثمار.. تركيا تبحث "بإصرار" عن موطئ قدم داخل المنظومة العسكرية المغربية

 من التصدير إلى الاستثمار.. تركيا تبحث "بإصرار" عن موطئ قدم داخل المنظومة العسكرية المغربية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 31 يناير 2025 - 14:45

خطت الرباط وأنقرة خطوة أكبر باتجاه تعزيز تعاونهما العسكري الآخذ في النمو باطراد في السنوات الماضية، وهذه المرة لا يتعلق الأمر بصادرات دفاعية جديدة، وإنما برغبة تركيا في إيجاد موطئ قدم في منظومة تصنيع الأسلحة التي يسعى المغرب إلى بنائها، من خلال تدشين مجموعة "باكار" لمصنع لها من أجل صناعة الطائرات المُسيرة عن بُعد.

الخطوة التركية، التي أصبحت علنية مع إعلان تأسيس شركة ATLAS DEFENSE من خلال الجريدة الرسمية المغربية الصادرة تاريخ 29 يناير 2025، من طرف الأخوين لطفي خلوق وسلجوق بيرقدار، تأتي بعد نحو شهر على إعلان الشركة التركية تسليم المغرب طائرات هجومية مُسيرة عن بُعد من طراز Bayraktar TB2، خلال سنة 2024.

اختار الشقيقان بيرقدار تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة يقع مقرها الاجتماعي بالرباط، تحت مسمى ATLAS DEFENSE SARL، برأس مال قيمته 2,5 ملايين درهم وبحصص اجتماعية مقسمة مناصفة بينهما، لكن إلى حدود اللحظة لم يتم الكشف عن قيمة الاستثمارات التي تنوي المجموعة وضعها في مصنعها الأول بالمملكة.

والثابت، أن نشاط الشركة يدخل ضمن منظومة صناعة الأسلحة بالمغرب، ويتمثل، وفق ما جاء في نشرة الإعلانات القانونية والقضائية والإدارية الرسمية، في تصميم وتصنيع وتطوير وصيانة الطائرات بدون طيار، مع تصنيع وبيع قطع غيار للطائرات بدون طيار، إلى جانب تصميم وتصنيع وتطوير وبيع المنتجات والأنظمة التكنولوجية لصناعة الدفاع، وتصميم وإنتاج وتجميع الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات والأجهزة والأنظمة الميكانيكية.

وترغب تركيا، من خلال هذه الخطوة، في أن تكون طرفا في مجال صناعي واعد بالمغرب، اختارت الرباط المزاوجة فيه بين التصنيع المحلي وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية، وهو المسار الذي بلغ ذروته في يونيو الماضي، حين صادق المجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس على مرسوم بإحداث منطقتين للتسريع الصناعي للدفاع، بهدف توفير مناطق صناعية لاحتضان الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن وأنظمة الأسلحة والذخيرة.

شركة "بايكار"، تعد "أيقونة" الصناعات الدفاعية الجوية في تركيا، وهي مُقربة بشكل كبير من الدولة، وسلجوق بيرقدار، أحد مؤسسيها ومهندسيها الرئيسيين، هو أيضا زوج ابنة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وهو نفسه الذي يُنسب له ابتكار الطائرة المسيرة عن بُعد التي باتت تحمل اسم عائلته، والتي باعتها أنقرة للعديد من الدول، ومن بينها المغرب.

وارتباط "بايكار" بالرباط واضح جدا، ففي نهاية سنة 2024 كشفت أنها سلمت للمغرب طائرات من طراز Bayraktar TB2 في شهر غشت دون الكشف عن عدد الوحدات أو قيمة الصفقة، كما أعلنت أنها مثلت تركيا في معرض مراكش الدولي للطيران، شهر نونبر الماضي، مبرزة أن هذا الأمر زاد من إشعاعها على المستوى الدولي.

وأبرم المغرب، سنة 2021، صفقة مع تركيا من أجل اقتناء 13 طائرة من طراز Bayraktar TB2 بقيمة 59 مليون دولار، وهي "الدرونات" التي تستعملها الرباط لمراقبة سواحلها الشمالية من موجات الهجرة غير النظامية وعمليات تهريب المخدرات، وحدودها مع مدينتي سبتة ومليلية المتنازع عليها مع إسبانيا، لكنها أيضا تستخدمها ميدانيا في الصحراء.

وتوجد العديد من المعطيات التي تُرجح أن القوات المسلحة الملكية تستخدم هذه المسيرات في قصف العناصر المسلحة التابعة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، منذ أواخر 2021، عند اقتحام المنطقة العازلة منزوعة السلاح شرق الجدار الرملي، وهو أمرٌ أشارت له شبكة TRT التركية الرسمية، التي قالت، في يناير 2024، إن تلك الطائرات "تُستعمل لمراقبة المنطقة العازلة جنوب المملكة".

صفقات حالية واستثمارات مستقبلية

لكن التعاون العسكري المغربي التركي لا يتوقف عند حدود شركة "بايكار"، بل يمثل في الأساس علاقة دولة بدولة، ويعود الأمر إلى نونبر من سنة 2013، حين التقى وزير الدفاع التركي حينها، عصمت يلمز، بالوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، بالرباط، وحينها أعلن الطرفان بشكل رسمي انخراطهما في تعزيز التعاون الثنائي بينهما.

وبرز حضور تركيا في منظومة التسلح المغربية بشكل متزايدا منذ 2021، حين أبرمت الرباط صفقة مع شركة "أسيلسان" بقيمة 50,7 ملايين دولار من أجل اقتناء منظومة الحرب الإلكترونية Koral-EW، بما يشمل وسائل اتصال عسكرية حديثة ورادارات وأسلحة إلكترونية وأجهزة للتحكم والتشويش ونظامٍ للملاحة، وفي السنة نفسها فتحت المملكة باب التفاوض مع أنقرة لاقتناء 22 مروحية عسكرية قتالية من نوع T129 ATAK في صفقة تُقدر قيمتها بـ 1,3 ملايير دولار.

وفي 2022 شرعت المملكة في التفاوض مع شركة Golcuk Shipyard، لاقتناء قاذفات للصواريخ من طراز "كيليش 2"، بالإضافة إلى فرقاطة خفيفة وسفن عسكرية مقابل 222 مليون دولار، وفي يوليوز من العام نفسه صادق المجلس الوزاري التي ترأسه العاهل المغربي على إنشاء منصب "ملحق عسكري" بسفارة المملكة في أنقرة.

آخر محطات هذا المسار، والتي بدت وكأنها تمهيد لاستثمارات مستقبلية، كانت هي زيارة وفد من شركة "أسيلسان" إلى المغرب بتاريخ 27 يناير 2025، والذي أعلنت عنه بشكل الرسمي السفارة التركية بالرباط، التي قالت إن مدير منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، إرهان أولغن، وأعضاء الوفد المرافق له أتوا إلى المملكة من أجل "مناقشة فرص التعاون المتاحة"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

يالها من "معركة مصيرية" خاضتها الجزائر!

انتهت، السبت، "أم المعارك" بالنسبة للنظام الجزائري، بفوز سلمي مليكة حدادي بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، أمام المرشحة المغربية، لطيفة أخرباش، والمصرية حنان مرسي. نزلت الجزائر بكل ثقلها للفوز بهذا المنصب ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...