من الكركارات المغربية إلى "المصفح" الإماراتية.. جماعات مسلحة تستهدف الدول العربية وإيران والجزائر العامل المشترك
حظيت الإمارات العربية المتحدة بدعم عربي كبير عقب استهداف عاصمتها أبو ظبي من طرف مسلحي جماعة "الحوثي" المنقلبة على السلطة المعترف بها دوليا في اليمن، والمتحالفة مع إيران، وهو دعم يُذكِّر بما حدث مع المغرب في نونبر من سنة 2020 حين تدخلت قواته المسلحة الملكية لإنهاء عملية "قطع الطريق" البرية الوحيدة التي تربط المملكة بموريتانيا وباقي القارة الإفريقية، وفي كلا الحالتين كان الدعم الإيراني هو العامل المشترك.
وأول أمس الاثنين أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف منطقة المصفح ومحيط مطار أبو ظبي، والذي استهدف شاحنات للمواد النفطية بواسطة طائرات مسيرة عن بُعد، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، اثنان هنديان والآخر باكستاني، بالإضافة إلى إصابة 6 آخرين، وهي المرة الأولى التي تصل فيها هجمات جماعة الحوثي، المسيطرة على السلطة في اليمن منذ انقلابها المسلح على الرئيس عبد ربه منصور هادي في 21 شتنبر 2014، في خطوة جرت بدعم إيراني صريح.
ومرة أخرى، تجد الإمارات سندا عربيا كبيرا، تمثل في إعلان معظم الدول، بما في ذلك بلدان منطقة الخليج ومصر والأردن والعراق وتونس، وكذا جامعة الدول العربية، إدانتها لما وقع، وكان المغرب بدوره قد أدان الهجوم ووصفه بـ"الآثم"، وهو الذي واجه قبل عام ونيف اعتداء من جماعة مسلحة، وهي جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي حاولت السلطة على طريق الكركارات، والذي انتهى بتدخل الجيش في المنطقة، وحظي بدوره بدعم عربي وإفريقي ملحوظ.
والمثير في الدعم العربي هذه المرة، هو إعلان الجزائر إدانتها لهجوم الحوثيين وتضامنها مع أبو ظبي، في حين أنها هي التي تستقبل مسلحي "البوليساريو" وتزودهم بالسلاح والمال والدعم السياسي، بل وساندتهم بقوة خلال تحركهم في الكركارات، وكانت البلد العربي الوحيد الذي أدان تحرك الجيش المغربي، علما أن جماعة "الحوثي" في اليمن وجبهة "البوليساريو" في الصحراء المغربية كلاهما مرتبطان بالأجندة الإيرانية، الأمر الذي كان سببا في قطع الرباط لعلاقتها مع طهران.
وفي 2018 أعلن وزير الخارجية المغربي رسميا قرار قطع العلاقات مع إيران، وحينها كشف عن الخريطة الكاملة لعلاقة البوليساريو بطهران، والوساطة الجزائرية في الأمر، وكذا دور جماعة "حزب الله" اللبنانية في ميدانيا في مخيمات تندوف، وهي "الشبكة" التي تتكرر مع ما يحدث في الخليج، حيث يتلقى الحوثيون دعما مباشرا من إيران بل إن السعودية، التي سبق أن استهدفت مرارا بواسطة طائراتهم المُسيرة، اتهمت الإيرانيين مباشرة بتزويدهم بالأسلحة المستخدمة ضدها.
ووفق رواية بوريطة، فإن حزب الله أرسل كوادر عسكرية إلى مخيمات تندوف في الجزائر لتدريب عماصر "البوليساريو" على حرب العصابات وعلى تكوين فرق "كوماندوز" والتحضير لـ"عمليات فدائية" ضد المغرب، بالإضافة إلى تزويدهم بصواريخ سام 9 وسام 11، وأشار إلى أن أمير موسوي العنصر السابق في الحرس الثوري الإيراني، والذي كان ملحقا ثقافيا في سقارة بلاده في الجزائر، دون الإفصاح عن اسمه، متورط بدوره في العمل الاستخباراتي بين "البوليساريو" و"حزب الله" وفي إرسال أسلحة للجبهة.