موريتانيا تتراجع عن "إحراج" الخطوط الملكية المغربية بقرار يمنع الفلسطينيين حاملي 3 جوازات عربية أخرى من دخول أراضيها
رفعت السلطات الموريتانية الحرج الذي كانت قد تسببت به في وقت سابق للخطوط الملكية المغربية، باعتبارها إحدى الشركات العاملة بالبلاد، حين طلبت منها منع المسافرين الفلسطينيين من ركوب طائراتها المتوجهة إلى مطار نواكشوط، إلى جانب مواطني 3 دول عربية أخرى، هي مصر وسوريا واليمن، قبل أن تتراجع عن هذا القرار الذي تحول إلى "فضيحة".
وقالت تقارير موريتانية يوم أمس الخميس، إن سلطات البلاد ألغت المذكرة الموقعة بتاريخ 12 فبراير 2024، من طرف مفوض الأمن الرئيسي بمطار نواكشوط، أحمد ولد المامون، القاضي بمنع دخول حاملي جوازات سفر مصر واليمن وسوريا وفلسطين إلى البلاد إلا بموافقة خاصة، مع إقالة هذا الأخير، إثر احتجاج سفارات الدول المعنية.
وكان المسؤول الأمني الموريتاني قد وجه هذه المذكرة إلى ممثلي الخطوط الملكية المغربية بموريتانيا، إلى جانب نظرائهم ممثلي الخطوط الجوية الفرنسية والجزائرية والتونسية والتركية والسينغالية، من أجل منع مواطني الدول المذكورة من السفر على متن رحلاتهم صوب نواكشوط، ليتضح أن الأمر يتعلق بقرار "شخصي" وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية.
وقالت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة "الأخبار" إن الإدارة العامة للأمن أبلغت مفوض شرطة مطار نواكشوط الدولي أحمد ولد ماموني، بإقالته من منصبه، وذلك على خلفية رسالة وقعها ووجهها لممثليات شركات الطيران العاملة في موريتانيا، يبلغهم فيها باشتراط موافقة أمنية مسبقة لدخول مواطني أربع دول عربية، ويلوح بإعادة من يصل إلى المطار من مواطني هذه البلدان دون الحصول على هذه الموافقة على متن الطائرة التي أقلته.
وأورد المصدر نفسه أن قرار إقالة المفوض جاء عقب احتجاج سفراء الدول العربية المعنية على القرار، ونقلت عن مصادرها هناك "تدافعا للمسؤولية" بخصوص الرسالة بين مفوض الشرطة الذي تمت إقالته، ومدير المراقبة الترابية، حيث يقول المفوض إنه أرسل الرسالة بناء على أوامر من المدير، وهو ما ينفيه هذا الأخير.
ويوم الثلاثاء الماضي عقد سفراء سوريا واليمن وفلسطين ومصر لقاءات منفصلة مع الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالموريتانيين في الخارج، محمد يحي ولد السعيد، كما زاروا وزارة الخارجية عقب تداول تلك الوثيقة، ليصدر قرار الإقالة في اليوم الموالي.
ومن جهتها، تفادت الحكومة الموريتانية التفاعل مع هذا الموضوع، الذي سبب لها حرجا كبيرا خصوصا في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن وزارة الخارجية في نواكشوط أكدت استقبال الوزير المنتدب يحيى السعيد للسفير الفلسطيني محمد ساعد، ونظرائه المصري خالد يوسف، واليمني صالح العرادة، والسوري قصي ثابت مصطفى.
