ميناء "طنجة - المتوسط" يستعد لتوسعة جديدة بـ 600 مليون أورو تمهيدا لدخوله قائمة أضخم موانئ العالم
استطاع المغرب ضمان جزء من التمويل اللازم من أجل الدخول في مرحلة جديدة من توسيع ميناء طنجة المتوسطي، والتي تقدر كلفتها بـ 600 مليون أورو، وفق ما كشفت عنه وثيقة صادرة عن وكالة ضمان الاستثمار متعددة الأطراف التابعة للبنك الدولي، والمعروفة بـ MIGA، ما سيسمح له برفع طاقته على مستوى الواردات واستقبال المسافرين.
وكشفت الوثيقة أن بنك "جي بي مورغان تشيس" اللندني، الأكبر في العالم، سيتولى تغطية النسبة الأكبر من التمويل، عن طريق قرض بقيمة 255 مليون أورو، في إطار مدة ضمان تصل إلى 15 سنة، في حين تسعى السلطات المينائية لطنجة المتوسط إلى الوصول لـ 350 مليون أورو، أو أكثر من نصف التكلفة المتوقعة.
وأصبح الوصول إلى هذا الرقم ممكنا، مع استعداد مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي IFC للمساهمة في عمليات التمويل بقرض قيمته 100 مليون أورو، على أن يغطي بنك "جي بي مورغان تشيس" المبلغ المتبقي من خلال قرض تجاري سيستفيد من الضمان الذي تتيحه وكالة ضمان الاستثمار متعددة الأطراف.
ومن خلال هذه العملية، يسعى المغرب إلى الرفع من الطاقة الاستيعابية لمحطة الركاب وتوسيع فضاء الشاحنات، بالإضافة إلى تحديث منطقة الواردات، تمهيدا لدخول الميناء إلى قائمة أكبر موانئ العالم، حيث سترتفع قدرة مناولة الحاويات إلى مليون وحدة، علما أن الميناء مُرتبط حاليا بـ 186 ميناءً في 77 بلدا عبر العالم، ما يجعله من بين الأقوى على هذا المستوى.
ويحتل الميناء الرتبة الـ 23 عالميا في الوقت الراهن ضمن قائمة أكبر موانئ العالم، وهدفه المعلن هو الوصول إلى قائمة الـ20 الأولى مستقبلا، علما أن طاقته الاستيعابية الحالية تصل إلى 9 ملايين حاوية سنويا، كما بإمكانه استقبال حوالي 7 ملايين مسافر ومليوني سيارة و700 ألف شاحنة للنقل الدولي الطرقي سنويا على ثمانية أرصفة.
ووفق مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي، الخاص بسنة 2022، والصادر في ماي من سنة 2023، احتل المركب المينائي طنجة المتوسط الرتبة الرابعة عالميا من بين أكثر الموانئ كفاءة من أصل 370 ميناءً، متفوقا بالأساس على منافسه المباشر في المدخل الغربي لحوض البحر الأبيض المتوسط، ميناء الجزيرة الخضراء.
ووضع الترتيب الصادر عن البنك الدولي ومؤسسة "ستاندرد آند بورز S&P" المتخصصة في المجال المالي والموجود مقرها في نيويورك، ميناء طنجة المتوسط في الرتبة الرابعة عالميا، بعدما كان يحتل الرتبة السادسة قبل عام واحد فقط، بعد كل من ميناء يانغشان الصيني وميناء صلالة في سلطنة عمان وميناء خليفة بالإمارات العربية المتحدة، متخطيا موانئ كانت تسبقه في التصنيف السابق، ويتعلق الأمر بميناء الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية، وميناء حمد في قطر.
وتفوق ميناء طنجة المتوسط على موانئ عريقة مثل ميناء غوانغجو الصيني ويوكوهاما الياباني وبور سعيد المصري وفيرجينيا وميامي الأمريكين، وكذا على ميناء سنغافورة الشهير، والملاحظ أيضا أنه كان الأول على مستوى إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، بل الأفضل من خارج قارة آسيا، بالإضافة إلى حسمه المنافسة المباشرة مع الموانئ الإسبانية، وخصوصا ميناء الجزيرة الخضراء الذي تراجع من الرتبة 11 إلى الرتبة 16، وميناء برشلونة التي تدحرج من المركز 22 إلى المركز 34.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :