مَصادر تكشف للصحيفة تفاصيل مراسلة وزير النقل المغربي لحكومة جزر الكناري من أجل تسريع الربط البحري بين طرفاية وميناء "ديل روساريو" بالأرخبيل
علمت "الصحيفة"، من مصادر مسؤولة في وزارة النقل واللوجيستيك، أن المغرب وجزر الكناري باشرا التنسيق الفعلي لإطلاق مشروع خط نقل بحري بين طرفاية وفويرتي بينتورا التابعة للأرخبيل، والذي سيُحدد موعده عقب اجتماع عمل رسمي بين الجانبين في 2 يونيو المقبل بالعاصمة الرباط.
وأوضحت المصادر ذاتها، في حديثها لـ "الصحيفة"، أن هذا المشروع ذو أهمية كبيرة وعُظمى، لاعتبارات عدّة أولها إنعاش المبادلات التجارية بين ثلاث قارّات هي: أفريقيا، أوروبا والقارة الأمريكية، مشيرا إلى أن الموقع الاستراتيجي الجديد مهم للمملكة والأرخبيل وسيمكنهما من لعب دور محوري في تسهيل وتيسير التدفقات التجارية وتطويرها.
ويتماشى هذا المشروع "المؤجل" منذ سنوات لأسباب سياسية، (يتماشى) مع الإرادة الملكية المتمثلة في البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، وفق ما أكدته المصادر التي لفتت إلى أن عاهل البلاد دعا الحكومة إلى المرور للسرعة القصوى في ما يتعلق بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما يجعل مُباشرة تنزيل هذا الربط "ضرورة ملحّة لا تقبل التأجيل".
وسيُمكّن تشغيل هذا الربط البحري، تسهيل مهمة نقل وتدفّق البضائع والركاب بين ميناء طرفاية وميناء و"فويرتي بينتورا" بجزر الكناري، بأريحية تامة ومدة زمنية قصيرة جدا، وهو ما سيُحقق دفعة كبيرة للقطاع السياحي بين البلدين، خاصة وأن الوزارة وبشراكة مع وزارة السياحة تعمل أيضا على تثمين وتطوير الإمكانيات السياحية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتسهيل التنقل وفق هذا الإطار.
وردا على سؤال حول الاستعدادات اللوجيستيكية لإطلاق هذا الخط البحري بين البلدين، قالت المصادر المسؤولة ذاتها في التصريح الذي خصّت به "الصحيفة"، أن المغرب وجزر الكناري على أتم استعداد لإطلاق هذا الخط منذ 2020 سواء من خلال صفقات إطلاق العروض أو الاستعدادات اللوجيستيكة و"لم يتبقّ سوى بعض التفاصيل الصغيرة التي سيتم مناقشتها في الاجتماع الذي سيتم عقده في الرباط يونيو المقبل".
وأوردت المصادر ذاتها، أن ظروف الجائحة، وبعض المشاكل "السياسية" و"الإدارية" التي لم تود الخوض فيها كانت السبب المُباشر في عرقلة هذا المشروع "الجاد والمُلهم والإستراتيجي" على حد تعبيرها.
وحول مدى تجاوب الفاعلين السياسيين والحكوميين من جزر الكناري مع هذا المشروع البحري الرابط بين الأرخبيل وطرفاية الواقعة جنوب المملكة، أكدت المصادر ذاتها، أن الطرفان ينتظران إطلاقه "بكل حماس مُمكن"، بحيث أن تنزيله كان ضمن البنود المتفق عليها بين الحكومتين الإسبانية والمغربية، مشدّدا على أن المسؤولين الحكوميين في الأرخبيل يكنّون كل التقدير والاحترام المتبادل للمغرب والحكومة المغربية، وملتزمين ببنود الاتفاق وخارطة الطريق وكذا نتائج المفاوضات بين الحكومتين في مارس الماضي.
وفي هذا الصدد، أكدت المصادر ذاتها، الخبر الذي عمّمته صحف كنارية صبيحة اليوم الثلاثاء، حول تلقّي رئيس حكومة جزر الكناري، أنخيل فيكتور توريس، رسالة رسمية من وزير النقل واللوجستك محمد عبد الجليل، التي عبّر فيها عن رغبته في تسريع عملية إطلاق خط النقل البحري بين مدينتي بويرتو ديل روساريو، بجزيرة فويرتيفنتورا، وطرفاية المغربية، مشيرةإلى أن "التنسيق ضروري بين الحكومتين اللتين اتفقتا في وقت سابق على رفض القرارات الأحادية".
ومن جانبها قالت حكومة الكناري لصحافة البلد، أن الرسالة التي توصّلت بها هي نتيجة للمفاوضات التي استؤنفت يومي 15 و16 مارس في المغرب عقب الزيارة التي قام بها توريس على رأس وفد تجاري للقاء الحكومة المغربية وتدارس سبل التعاون.
ونقلت الحكومة الكنارية، في بلاغها أن الوزير عبد الجليل يصف إطلاق هذا الرباط البحري، بـ "الخطوة المهمة في تعزيز العلاقات التجارية واللوجستية بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا".
وكشفت المصادر ذاتها، أن الاجتماع بين حكومة جزر الكناري وممثلي وزارة النقل واللوجستيك المغربية في يونيو المقبل، سيتم بحضور السفارة الإسبانية في الرباط، وممثل عن السلطة التنفيذية الإقليمية برئاسة وزير الاقتصاد والتوظيف الإسبانية، إيلينا مانيز. كما سيشارك فيها نائب وزير البنية التحتية والنقل الإسباني، غوستافو سانتانا، إلى جانب رجال الأعمال المهتمين بمشروع الربط البحري بين بويرتو ديل روساريو وطرفاية.
ويعد الاجتماع الذي تمت الدعوة إليه بين الممثلين الرسميين للحكومتين والسفارة الإسبانية في المغرب خطوة مهمة في عملية التفاوض الجديدة هذه من أجل تفعيل وتدعيم خط الربط الجديد بين شاطئ جزر الكناري في فويرتيفنتورا والشريط الساحلي لطرفاية المغربية.
وكان المغرب وجزر الكناري، قد عقدا في مارس الماضي اجتماعات رسمية بين الرباط والدار البيضاء، حضرها وفد تجاري من الجزر مكون من ممثلين عن اتحاد رجال الأعمال في جزر الكناري (CCE) في لاس بالماس، والمدير التنفيذي لتينيريفي، وغرف جزر الكناري التجارية، ورابطة الصناعيين في جزر الكناري (Asinca)، ومجموعة النقل والخدمات اللوجستية، وشركات إصلاح السفن، وممثلين لقطاع الأغذية الزراعية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقطاع العقارات والمنتجات الكيميائية وغيرهم.
وكانت تلك الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الحالي لجزر الكناري إلى المغرب، والتي استقبله خلالها كل من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير النقل واللوجستيات، محمد عبد الجليل.
ورافق رئيس جزر الكناري وقتها، السفير الإسباني في المغرب، ريكاردو دييز هوشلايتنر، فيما كان توريس قد صرّح وقتها أن أهم الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الحكومة المغربية كانت تلك المتعلقة بتحسين الربط بين المنطقتين.
في ذلك الوقت، أعلن رئيس جزر الكناري أن شركة طيران بينتر، عاصمة جزر الكناري، ستفتح ثلاثة مسارات جديدة ابتداءً من شهر يوليوز مع مدن الصويرة وطنجة وكلميم، كما سلط الضوء على التزام حكومة المغرب وجزر الكناري، بتفعيل الخط البحري مرة أخرى بين فويرتيفنتورا وطرفاية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :