مُعارضة جزائرية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية ضد تبون وتؤكد: وضع البلاد لا يُحتمل والنظام فشل في بناء دولة.. وثقة المواطن أصبحت "مُنعدمة"

 مُعارضة جزائرية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية ضد تبون وتؤكد: وضع البلاد لا يُحتمل والنظام فشل في بناء دولة.. وثقة المواطن أصبحت "مُنعدمة"
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 16 مارس 2024 - 23:12

فاجأت المحامية والسياسية المعارضة التي ترأس حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، الجزائريين بإعلانها الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري، ودعوتها إياهم إلى ممارسة حقهم في التصويت لإنقاذ البلد من وضعه "المتأزم" بسبب النظام الحالي، وذلك في وقت بدأت تظهر في الأفق مؤشرات عن استعداد عبد المجيد تبّون للترشح لولاية ثانية.

وخرجت المعارضة الجزائرية، زبيدة عسول في مقطع بثه راديو خاص على منصته الرقمية، لتقول إن سبب رغبتها في الترشح للانتخابات الرئاسية راجع أساسا إلى أن المقاطعة التي عرفتها انتخابات الرئاسة عام 2019، ثم الانتخابات البرلمانية والبلدية في عام 2021، "لم تأت بأي نتيجة لصالح الشعب"، مشيرة إلى أن "وضع البلد لا يتحمل أن يستمر تحت حكم هذا النظام" على اعتبار أنه متأزم جدا داخليا، والاقتصاد عاجز عن الإقلاع والتخلص من التبعية للمحروقات، محمّلة عبد المجيد تبّون مسؤولية التخبطات التي وقعت فيها البلاد.

وتابعت المحامية الشهيرة عسول، والتي كانت واحدة من متزعمي حراك الجزائر قبل أن تسخر مكتبها للدفاع عن النشطاء الجزائريين المعتقلين على خلفية الحراك "اليوم نلاحظ أننا عجزنا عن بناء دولة القانون، كما أن القضاء غير مستقل، والثقة بين المواطن ودولته منعدمة، ولهذا يمكن أن تكون انتخابات 2024 فرصة ليتجند فيها الشعب ليمارس حقه في التصويت، طمعا في تحقيق المطالب التي رفعها في 2019".

هذا، ووعدت المعارضة الجزائرية، التي واجهت متاعب مع الحكومة عام 2022، عندما رفعت وزارة الداخلية دعوى قضائية لحل حزبها، بتهمة "النشاط خارج القانون" قبل أن يرفضها القضاء، (وعدت) بطرح مشروع بديل لمشروع السلطة الحالية التي اعترفت بنفسها بفشلها، وبناء دولة القانون والحريات، حيث القضاء يكون مستقلا، وإطلاق التنمية في كامل البلاد دون تمييز بين مناطقها.

ويأتي ترشّح زبيدة عسول الذي يُعد أول إعلان رسمي عن رغبة فاعل سياسي جزائري في الترشح للانتخابات الرئاسية، في وقت بدأت بوادر رغبة عبد المجيد تبون في تمديد فترة رئاسته لولاية جديدة، لعلّ أبرزها حصوله على دعم الشخص الثاني في الدولة، صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الجزائري، الذي أكد خلال اجتماعاته، ووفق ما نقلته مجلة "جون أفريك"، أنه "مع الاستمرارية والاستقرار".

وبحسب ما ذكرته "جون أفريك"، فإن الرجل المخضرم في جبهة التحرير الوطني والبالغ من العمر 93 عامًا، يرى أنه منذ انتخاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبّون، شهدت الجزائر "ديناميكية جديدة تقود البلاد نحو تغيير ديمقراطي بناء، يعزز مبادئ الشفافية والنزاهة والحكامة المستنيرة".

وذكرت جون أفريك، أن صالح قوجيل المولود في مدينة باتنة، والذي يصفه من حوله بأنه متحفظ، ومعادٍ لتجزئة التاريخ، خاصة الفترة الاستعمارية ما بين 1830 و1962، لم يمنعه تقوقعه ورفضه الحديث للصحافة من الدعوة علناً ولأول مرة، أمام مسؤولي وسائل الإعلام الوطنية – التي استقبلها بشكل استثنائي في فبراير الماضي في إطار إحياء يوم الشهيد – من أجل فترة رئاسية ثانية (ولاية رئاسية ثانية) لعبد المجيد تبون، في قوله "لقد تم انتخاب الرئيس على أساس 54 تعهداً قطعها خلال حملته الانتخابية عام 2019. لقد احترمها بالكامل. والدستور يسمح له بفترتين، وشخصيا آمل أن نستمر على هذا المسار حتى تكون الجزائر آمنة ومستقرة وآمنة تماما".

وبحسب المجلة المتخصصة، فإن صالح قوجيل ومن موقعه على رأس مجلس الأمة حتى عام 2025، يسعه وفي حالة وجود شاغر في السلطة الرئاسية، أن يتصرف في تلك الأثناء بما يراه هو مناسبا للبلاد.

وفي مطلع يناير الماضي، طالب مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني الجزائري(البرلمان)، عبد المجيد تبون  بالترشح لقترة رئاسية ثانية تحت التصفيق وبحضوره، ما اعتبر تزكية واضحة من طرف المؤسسة التشريعية، رد عليه تبون بابتسامة واثقة وهو يردد "إن شاء الله يعطيني الصحة الكافية" دون أن يعلن رسميا موقفه من الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية التي لم يتبق عليها سوى تسعة أشهر.

وتزامنا مع تكثيف الرئيس الجزائري من حضوره وخطاباته في مختلف المحافل الوطنية والدولية، وفي كل مرة يؤكد على ما يصفها بـ "الانجازات والمشاريع التنموية التي قام بها خلال عهدته"، مؤكدا على دوره الفعال في محاربة الفساد ببلاده ونهج أسلوب غير مسبوق من التصعيد العدائي ضد المغرب، أفاد تقرير استخباراتي بريطاني جديد، بأن دوائر الحكم في الجزائر تدرس احتمالية تأجيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في دجنبر المقبل لستة أشهر أخرى، كنتيجة للأخطاء الأمنية والسياسية الأخيرة التي ارتكبها النظام وعسكرة الخدمة الدبلوماسية سيّما في ظل توتر العلاقات الخارجية للبلد مع مجموعة من الدول الفاعلة على غرار إسبانيا وروسيا وفرنسا، مقابل توطّدها مع غريم البلد الأول المغرب.

وأورد التقرير الاستخباراتي الصادر عن شركة "ميناس أسوسييتس"، البريطانية المتخصصة في التحليلات الاستراتيجية والسياسية، أن الجزائر تواجه جملة من التحديات السياسية والتشغيلية داخليا، بالموازاة مع التردي الأمني والاقتصادي الذي بات يُشكل مصدر قلق متزايد في البلد، ويُضاهي واقع التراجع المسجل على مستوى العلاقات الخارجية مع مجموعة من الدول بما فيها دول الجوار.

ونبّه التقرير البريطاني، إلى واقع الانقسام والتصدّع بين الرئاسة الجزائرية والجيش، وتسجيل هذا الأخير وما يسمى بـ "الدولة العميقة" التي تهيمن عليها دائرة الاستعلام والأمن القديمة عدم رضاهم عن عبد المجيد تبون، الأمر الذي يظهره جليا وفق التقرير ذاته، العدد المتزايد في صفوف الغاضبين من أعضاء النظام الذين كانوا يعتبرون حتى الآن داعمين له ومحسوبين عليه.

المصدر ذاته، أشار أيضا إلى أنه وإلى حدود الآن لم يتوصل الجيش الجزائري بعد إلى أي مرشح بديل يعوض عبد المجيد تبّون، وذلك لأنهم منشغلون أكثر من اللازم بالقتال فيما بينهم.، وهو ما من شأنه أيضا دعم طرح التأجيل لمدة ستة أشهر أخرى، لكي يكون أمامهم مزيدا من الوقت لإيجاد حل.

يالها من "معركة مصيرية" خاضتها الجزائر!

انتهت، السبت، "أم المعارك" بالنسبة للنظام الجزائري، بفوز سلمي مليكة حدادي بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، أمام المرشحة المغربية، لطيفة أخرباش، والمصرية حنان مرسي. نزلت الجزائر بكل ثقلها للفوز بهذا المنصب ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...