نائبة رئيس الوزراء الإسباني: استثماراتنا مع المغرب في مجال الطاقة مُقدَّمة على استثماراتنا مع فرنسا
اختارت إسبانيا ربط مستقبلها الطاقي مع المغرب في ظل الارتفاع المتوقع في استهلاك الكهرباء خلال السنوات الخمس المقبلة وخطتها لاعتماد مصادر الطاقة البديلة، وهو الأمر الذي دفعها إلى تقديم استثماراتها في هذا المجال مع جارتها الجنوبية على نظيرتها المقرر أن تربطها مع جارتها الأوروبية الشمالية فرنسا، وفق ما أكدته تيريسا ريبيرا، النائبة الرابعة لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الانتقال الإيكولوجي والتحديات الديمغرافية.
وكشفت المسؤولة الحكومية الإسبانية أن مدريد تنوي استثمار 6 ملايير و668 مليون يورو خلال الفترة ما بين 2021 و2026 في مجال الطاقة المتجددة، منها استثمارات داخلية وأخرى تجمعها ببلدان جارة واحدة منها فقط خارج أوروبا وهي المغرب، مؤكدة، وفق ما نقلته عنها اليوم الاثنين صحيفة "إل إكونوميستا" المتخصصة في الشأن الاقتصادي، أن الأولوية ستكون للربط البيني الطاقي بين التراب الإسباني والمغربي.
وقالت الوزيرة الإسبانية إن الحكومة قررت تأجيل إنشاء خطين للربط البيني مع منطقة جبال "البيريني" في فرنسا إلى ما بعد 2026 كونه غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية في الوقت الراهن، في مقابل إعطاء الأولوية للمشروع الطاقي الذي يربطها بالمغرب "المستمر في تنفيذ اتفاقياته السياسية مع مدريد"، على حد توصيفها.
ويأتي القرار الإسباني نتيجة توقعات الحكومة بارتفاع نسبة استهلاك الكهرباء بـ0,5 في المائة خلال السنوات الخمس القادمة، ليصل إجمالي الطلب سنة 2026 إلى 259,5 تيراواط في الساعة الأمر الذي سيبلغ ذروته في منطقتين غير بعيدتين عن المغرب، الأولى هي جزر البليار التي سيبلغ الطلب على الكهرباء فيها 6231 جيغاواط في الساعة والثانية هي جزر الكناري التي سيصل استهلاك الطاقة الكهربائية فيها إلى 10.738 جيغاواط.
ووضعت حكومة مدريد ميزانية أولية للاستثمار الداخلي في مجال الطاقة المتجددة بقيمة 5 مليارات و604 ملايين يورو من أجل تجديد شبكات الربط بالكهرباء، لكنها أيضا خصصت استثمارات بقيمة مليار و64 مليون يورو للغرض نفسه مع الدول المجاورة، ويتعلق الأمر بفرنسا والبرتغال وأندورا داخل القارة الأوروبية والمغرب خارجها، حيث تعول على إنهاء اعتمادها على الطاقة المعتمدة على الفحمة بشكل نهائي في أفق 2026 عوض 2030 كما كان محددا سابقا.