نيويورك سنة 1957.. عندما دافع محمد الخامس عن الجزائر في الأمم المتحدة وطالب باستقلالها عن فرنسا

 نيويورك سنة 1957.. عندما دافع محمد الخامس عن الجزائر في الأمم المتحدة وطالب باستقلالها عن فرنسا
الصحيفة
الأحد 15 ماي 2022 - 16:53

منذ أن اعتلى عبد المجيد تبون رئاسة الجزائر، أصبح الخطاب السياسي الجزائري يتأسس على العداء للمغرب بشكل أقوى، ليس في الحاضر فقط، بل امتدى أيضا نحو تشويه الحقائق الماضية والتاريخية، كالقول بأن المغرب كان دائما يُحيك المؤمرات للجزائر دون أي سبب، وقد ظهرت هذه الاتهامات في الشكاوى الكثيرة التي استعرضها تبون على وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، خلال زيارة المسؤول الأمريكي الأخيرة للجزائر.

لكن بالرغم من تلك الاتهامات الهادفة إلى زيادة منسوب العداء نحو المغرب، إلا أن التاريخ يأبى أن يرضخ لتلك الادعاءات، حيث لازالت الكثير من الشواهد التاريخية، شاهدة وتؤكد حسن نية المغرب مع جاره الجزائري، ومن بينها القرارات العديدة والخطوات التي قام بها السلطان المغربي الراحل، محمد الخامس، لدعم الثورة الجزائرية من أجل حصول الجزائر على استقلالها.

وأبرز مثال على ذلك، ولازال موثقا بالصوت والصورة، هو الخطاب التاريخي الذي قدمه السلطان محمد الخامس في أروقة الجمعية للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، في 9 دجنبر 1957، عندما أعرب عن ألمه الشديد مما يجري على أرض الجزائر الشقيقة من اتساع نطاق المعارك وإراقة الدماء، وطالب الأطراف المعنية بضرورة التفاوض وحق الجزائر في تقرير مصيرها والحصول على استقلالال.

ويُعتبر هذا الخطاب تاريخيا، على اعتبار أن السلطان محمد الخامس كان أول زعيم عربي يُقدمه خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باللغة العربية، بخلاف ما روجت له بعض المنابر الإعلامية المصرية والعربية، والتي تتحدث عن أن جمال عبد الناصر أول ملقٍ لخطاب بالعربية في الأمم المتحدة، حيث أن الزعيم المصري قدم خطابه في أكتوبر 1960، أي 3 سنوات بعد السلطان محمد الخامس وليس قبله.

وجاء هذا الخطاب من محمد الخامس، كجزء من العديد من المساعي والمجهودات التي قام بها قبل الخطاب وبعده، من أجل حشد الدعم للثورة الجزائرية ودفع فرنسا للخروج من الجزائر، كما أنه كان قد فتح الحدود أمام المقاومة الجزائرية للدخول والخروج والحصول على الأسلحة والاجتماع في مدينة وجدة للتنسيق.

ومن بين المواقف الأخرى اللاحقة بعد الخطاب، والتي تُظهر حسن نية المغرب تُجاه الجزائر، يتعلق الأمر برفض السلطان محمد الخامس التفاوض مع فرنسا لترسيم الحدود مع الجزائر، وأصر أن يحدث ذلك بعد استقلال الجزائر ومع الأشقاء الجزائريين وليس مع المستعمرين الفرنسيين.

وتُعتبر المساهمة المغربية ودعم المغرب للثوار الجزائريين، واحدة من أبرز العوامل التي أدت بعد سنوات قليلة إلى حصول الجزائر على استقلالها في سنة 1062، بعد أكثر من قرن من الاستعمار الفرنسي لتلك البلاد.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...