هدف لامبارد في كأس العالم.. الخطأ الذي أدخل "لعنة" الـ VAR إلى كرة القدم
يقال لا تخف من العدالة، بل من القاضي، إلا أنه في حالة فريق الوداد البيضاوي أول أمس الجمعة كان التحالف خبيثا بين عدالة معصومة الأعين عن الحقيقة وقاضي غير أمين، منح النصر لمن لا يستحقه، وأصدر حكما غير نزيه أمام الجميع، ولا عزاء للمعترضين سوى الاحتجاج والشكوى.
في مجزرة تحكيمية بكل المقاييس توج الجمعة الترجي التونسي بطلا لدوري أبطال إفريقيا على أرضه بملعب رادس في تونس العاصمة، بعد فوز بهدف في الإياب على ضيفه الوداد البيضاوي المتعادل ذهابا بهدف لمثله في المغرب.
الحكم الغامدبي باكاري غاساما انتزع من أبناء االبنزرتي هدفا شرعيا رافضا العودة للاستعانة بتقنية "الفار" التي كانت بالأساس معطلة وخارج الخدمة، في ممارسة ضالمة دفعت بالمدرب فوزي البنزرتي واللاعبين الانسحاب من المقابلة وفتح جدل كبير حول مستوى كرة القدم في إفريقيا، وإلى أي حد استفادت اللعبة بشكل عام من تقنية الفيديو.
"الفار" الذي خرج إلى الوجود لينصف المظلوم في كرة القدم، بات هو الآدات التي أفقدت اللعبة حلاوتها وأصبح السيف لا الحكم.

يعود تاريخ تفعيل هذه التقنية إلى عام 2010 بعد أن أجمع المسؤولون عن الساحرة المستديرة أنه يجب استعمال تقنيات تكنلوجية تساعد الحكم لتجاوز الشك في بعض الحالات، كما وقع مع المنتخب الإنجليزي في مونديال جنوب إفريقيا أمام ألمانيا، اذ لم يحتسب الحكم هدفا سليما لفرانك لامبارد، كان غير واضح ما إذا كانت الكرة في تلك الحالة قد تجاوزت خط المرمى أم لا.
خروج إنجلترا بطريقة درامية، وتعاطف الجماهير مع منتخب "الأسود الثلاثة"، عجل في إدخال التكنلوجيا لمساعدة الحكام، ومن هنا بدأت رحلة جهاز لـ VAR الذي باتت حسناته أقل من سيئاته بسبب سوء استعماله وتمييز فريق عن آخر في أحقية اللجوء إليه.
"فار" هو اختصار لجملة بالإنجليزية تعني الحكم المساعد بالفيديو، ويعمل من خلال وجود حكمان آخران يقدمان المشورة لحكم الساحة من خلال إعادة لقطات فيديو جد مقربة تظهر التفاصيل الدقيقة لما يحدث في الملعب، ويتم الاستعانة بهذه الخاصية في حالات محددة وهي: ركلات الجزاء، خط المرمى، شرعية منح البطاقة الحمراء، ووضعيات التسلل.
ومنذ اعتماد خاصية الفيديو بشكل رسمي في عدة مسابقات دولية ومحلية، أصبحت كل المطالب بإلغائه أو جعله مرجعا فقط في حالة التسلل وخط المرمى، بعدما تسبب في مجازر تحكيمية وبات يضاعف الظلم الكروي لا يقلل منه، وظهرت هفوات "الفار" بشكل كبير في كأس العالم روسيا، والتي كان أكبر ضحياها المنتخب المغربي، الذي ودع المنافسة من الدور الأول بسبب عدم انصاف حق "أسود الأطلس" في الاستفادة من هذه "اللعنة".