هل تتسبب العقوبات الغربية على روسيا في إلغاء صفقة تسلح "ضخمة" لصالح الجزائر؟
اتخذت الدول الغربية قرارا بعزل عدد من البنوك الروسية عن نظام "سويفت" الخاص بالمبادلات المالية بين البنوك الدولية، وهو ما سيكون له تأثير كبير على العديد من الصفقات بين روسيا وبلدان العالم، خاصة التي تستقبل الواردات الروسية، حيث ستكون هذه البلدان مضطرة لإيجاد صيغ جديدة وآمنة للدفع المالي مع موسكو.
كما أن هذا القرار هو واحد فقط من القرارات العديدة التي أصدرها الغرب ولازالت أخرى في الطريق، بهدف عزل روسيا عن العالم، وتكبيد اقتصادها خسائر كبيرة، كرد فعل عن الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية لليوم الثامن على التوالي، ومن بينها عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات على البلدان التي تقتني الأسحلة من روسيا.
وفي هذا السياق، فإن هذه التطورات المتسارعة، تضع صفقة جزائرية "ضخمة" للتسلح من روسيا موضع شكوك بشأن امكانية اكتمال الصفقة، ويتعلق الأمر بصفقة تسلح تصل قيمتها إلى 7 ملايير دولار أمريكي، وفق ما كشفت عنه صحيفة "أفريك انتلجنس" في يوليوز الماضي بالتزامن مع الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الجزائرية السعيد شنقريحة إلى موسكو.
حسب ذات المصدر، فإن شنقريحة كان قد توجه إلى موسكو وشارك في أعمال المؤتمر الدولي حول الأمن الذي أشرف عليه الرئيس فلادمير بوتين، وهناك جرت بينه وبين الروس مباحثات بخصوص حصول الجزائر على أسلحة جديدة من موسكو بقيمة 7 ملايير دولار، تتعلق بمقاتلات سوخو 57 و سوخوي 34 وبطاريات دفاعية وغيرها من الأسحلة.
وتُعتبر الجزائر من ضمن 3 دول كانت قد اتفقت مع روسيا في العام الماضي للحصول على أسلحة جديدة، إلى جانب تركيا والهند، وقد أعلنت كل من الهند وروسيا في الأيام القليلة الماضية أن صفقة بيع بطاريات دفاعية للهند لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو أو بالعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على البلدان التي ستشتري الأسلحة الروسية، بالنظر إلى وجود علاقات جيدة تربط الهند بكل من روسيا والولايات المتحدة معا.
أما بخصوص الجزائر، فإن الغموض لازال يلف مصير هذه الصفقة المرتقبة مع موسكو، بالنظر إلى الغموض الذي يلف مستقبل روسيا نفسها بعد اجتياحها لأوكرانيا والتعبئة الكبيرة للبلدان الغربية من أجل إضعاف موسكو اقتصاديا ودفعها إلى الخروج من أوكرانيا بدون أي شروط.