هولنديون مغاربة يريدون إسقاط جنسية آبائهم عنهم وقضيتهم تصل البرلمان
وقع مجموعة من الهولنديين من أصل مغربي عريضة للمطالبة بإسقاط الجنسية المغربية عنهم، وهي الوثيق التي تبنى الدفاع عن مضامينها حزب "الديمقراطيون 66" الممثل في غرفتي البرلمان الهولندي، والذي قال إنه سيطرح الأمر للنقاش أمام المشرعين.
الوثيقة الموقعة من طرف 12 مواطنا ومواطنة من مزدوجي الجنسية، ينتمون لعوالم الصحافة والأدب والفن والمجتمع المدني، إلى جانب أساتذة وطلبة، قالت إن المعنيين "هولنديون يحملون جنسية ثانية هي الجنسية المغربية التي لم يختاروها بحريتهم"، وحملت دعوة إلى الحكومة والمجتمع الهولنديين لتخليصهم من "الخوف وانعدام الحرية المرتبطين أساسا بهذه الجنسية".
وقال موقعو العريضة "بعد 50 عاما في هولندا نريد الحصول على المواطنة الهولندية الكاملة، وأن نكون أحرارا في ما إذا أردنا الحصول على جنسية ثانية أم لا، وأن لا نلتزم قسرا بجنسية بلد آخر لا تجمعنا به أية علاقة، بينما نتوفر في هولندا على الأمن والحرية".
وأضاف الموقعون "نشعر بأواصر القرابة والتضامن مع أفراد عائلتنا وليس مع النظام في المغرب، فهذا الأخير هو الذي يريد فرض روابط معنا، ورغم لم شمل العمال المهاجرين المغاربة في هولندا مع أسرهم، فإن المغرب لا زال يحكم قبضته عليهم".
وحملت الوثيقة خطابا عدائيا تجاه السياسات الرسمية للمغرب تجاه مواطنيه في المهجر، قائلة إن الرباط أنشأت منذ السبعينات "مؤسسات حكومية للتجسس على المغاربة في هولندا وتخويفهم وإغرائهم وتجنيدهم"، معتبرة أن هذا هو الدور الذي تقوم به مؤسسات مثل وزارة الجالية أو مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج أو مجلس الجالية أو حتى القنصليات الموجودة في هولندا.
وتبنى النائب البرلماني عن حزب "الديموقراطيون 66"، يان بيترنوت، طرح هذا الموضوع أمام البرلمان، استجابة لطلب موقعي العريضة الذين دعوا البرلمانيين والحكومة إلى المبادرة بإصدار مقترحات تشريعات تتعلق بقانون الجنسية، لمنحهم حرية أكبر في اختيار الجنسية الهولندية فقط أو الجنسية المزدوجة.
وقال بيترنوت في تصريحات لصحيفة "دي فولكس كراينت" الهولندية إن الهولنديين من أصل مغربي لا زالوا لا يملكون حرية الاختيار بخصوص حمل جنسية آبائهم، داعيا بلاده لـ"الضغط على المغرب" من أجل تمكينهم من التخلي عن جنسيته في حال ما أرادوا ذلك، موردا أن غالبية أعضاء مجلس النواب يؤيدون طلبه لمناقشة هذا الموضوع.
يشار إلى أن هذه العريضة لم تجد حتى الآن دعما كبيرا من المغاربة الهولنديين، الذين تُقدر أمستردام تعدادهم بنحو 400 ألف نسمة، والذين وصلوا حاليا إلى الجيل الرابع، إذ إن أول موجة هجرة لليد العاملة المغربية نحو هولندا انطلقت في الستينات وتنامت بشكل كبير في السبعينات.