وثيقة استخباراتية مُسرّبة: الوضع الأمني الهش جنوب الجزائر جعل عناصر "البوليساريو" الانفصالية هدفًا سهلًا لـ"داعش" و"القاعدة"

 وثيقة استخباراتية مُسرّبة: الوضع الأمني الهش جنوب الجزائر جعل عناصر "البوليساريو" الانفصالية هدفًا سهلًا لـ"داعش" و"القاعدة"
الصحيفة - خولة اجعيفري
الخميس 7 نونبر 2024 - 23:24

مع تصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، تبرز مخاوف متزايدة من تدهور الاستقرار الجيوسياسي بسبب تورط حركة البوليساريو الانفصالية في أنشطة تُصنّف على أنها إرهابية، وفق ما جاء في تقرير استخباراتي مسرّب، أعرب ضمن مضامينه المغرب عن قلقه البالغ من أن هذه الجماعات الإرهابية، التي تنتشر في المنطقة وتزداد نفوذًا، ترى في الشباب الانفصاليين بتندوف "فريسة سهلة" لاستقطابهم وتجنيدهم في صفوفها، سيّما وقد تلقى بعض من هؤلاء الشباب تدريبًا عسكريًا على يد الجماعات المتطرفة، بينما انحرف آخرون نحو طريق التطرف تحت وطأة غياب أفق واضح ومستقبل مُستدام.

وجاء في الوثيقة الاستخباراتية التي حصلت عليها إذاعة "أوروبا 1"، أن أجهزة الأمن المغربية قلقة من كون الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء تعتبر الشباب الانفصاليين "فريسة سهلة" لزيادة عدد عناصرها، لهذا كان من شروط التقارب الفرنسي المغربي أن يتبنى الرئيس الفرنسي الموقف الواضح بشأن ملف الصحراء المغربية بما يصُب في  مصلحة فرنسا لأسباب أمنية بالدرجة الأولى، قبل أي اعتبار أيديولوجي أو تاريخي.

وأورد المصدر ذاتها، أنه وباعتبار فرنسا مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي "الأساس الوحيد" لحل النزاع، تكون داعمة للمغرب في مواجهته لجبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، والتي "توثقت صلاتها مع الجماعات الإرهابية في المنطقة منذ نحو عشرين عاماً"، بحسب الأجهزة الأمنية المغربية.

وأفادت الوثيقة الاستخباراتية المذكورة، بانضمام العديد من أعضاء جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مؤكدة أن الشباب الانفصاليين في مخيمات تندوف باتوا يشكلون "فريسة سهلة" للجماعات الإرهابية، إذ تلقى بعضهم بالفعل تدريباً عسكرياً، فيما يُلاحظ انحراف آخرين نحو التطرف في ظل غياب مستقبل واضح.

ووفقاً للاستخبارات المغربية، حسب ما نشرته "أوروبا1" فإن أكثر من مائة عضو من جبهة "البوليساريو" الانفصالية انضموا إلى صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بينما التحق عدة عشرات آخرون بفرع داعش في ليبيا.

وأبرز المصدر ذاته، أن مخيمات تندوف، تحولت إلى "ملاذ" للجهاديين وفق مضامين المذكرة الاستخباراتية التي تضمّنت عدداً من الصور لجهاديين سبق لهم أن انتموا إلى الحركة الانفصالية، ومن بينهم أبو وليد الصحراوي، المعروف بكونه أحد قادة "الدولة الإسلامية" في منطقة الساحل.

وقد كان الصحراوي المذكور، أحد أتباع جبهة "البوليساريو" في التسعينات، قبل أن يصبح قائداً لتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وعُرف بأنه المسؤول عن هجوم "أرليت" عام 2013 الذي استهدف موقعاً منجميا لاستخراج اليورانيوم التابع لمجموعة أريفا الفرنسية شمال النيجر، قبل أن يتم القضاء عليه عبر ضربة بطائرة بدون طيار فرنسية.

وبحسب الاستخبارات المغربية، فقد أدت الحرب على الإرهاب في الصحراء إلى تحويل منطقة مخيمات تندوف إلى "ملاذ" للجهاديين، وهو ما يقلق الرباط التي تنشط دبلوماسياً لإدراج جبهة البوليساريو في قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي وقت توجه الجزائر اتهامات متكررة للمغرب بأنه يستخدم ورقة الإرهاب لإضعاف وتشويه سمعة جبهة البوليساريو، كانت صحيفة "Sahel-Intelligence"، قد أكدت أن المخاوف الجيوسياسية من تورط الجبهة الانفصالية البوليساريو في التجنيد للأعمال الارهابية التي ترتكبها داعش، قد امتدت لتشمل النظام الجزائري سيما بعدما برزت صلاتها بالجماعات الإرهابية والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار.

وتثير الروابط المتزايدة بين جبهة "البوليساريو" وجهات فاعلة مثل "حزب الله" اللبناني، والميليشيات الإيرانية، فضلاً عن مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية، مخاوف متصاعدة بشأن استقرار المنطقة. وفي هذا السياق المضطرب، تصبح مكافحة الإرهاب والحفاظ على السيادة الوطنية، إضافة إلى حماية المصالح الاستراتيجية، ضروريات ملحّة لا بد من التصدي لها بحذر وحزم.

المصدر ذاته، أكد أن التفاعل بين جبهة البوليساريو، وجماعات مثل فاغنر وحزب الله والميليشيات الإيرانية، يتطلب اهتمامًا خاصًا لتوقع التهديدات المحتملة وتطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فيما دعم الدولة الجزائرية، ولا سيما الجيش الوطني الشعبي الجزائري، للجماعات الإرهابية يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية، كما يمكن أن يكون للأنشطة الإرهابية التي ترعاها الدولة تداعيات اقتصادية وسياسية وعسكرية، مما يعرض الاستقرار الداخلي للدولة والعلاقات الدولية للخطر.

النظام الجزائري.. أسير الشيخوخة وإرث الماضي وأحقاده

حين بث التلفزيون الرسمي الجزائري مشاهد استقبال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كغامي، يوم 3 يونيو 2025، كان في حقيقة الأمر، ودون أن يدري، يضع الرَّجُلين في ...