وزير الأمن القومي الإسرائيلي يدفع شركة للأمن السيبراني للإغلاق بسبب رفضه الترخيص بإتمام بيع برنامج تجسس للمغرب
اضطرت شركة "كوادريم" الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني، إلى إغلاق أبوابها بشكل نهائي بعد فشل مجموعة من صفقات بيع برامج التجسس إلى بعض الدول، أبرزها الصفقة التي كان من المنتظر أن تربطها بالمغرب، وذلك بعدما فشلت في الحصول على موافقة وزارة الأمن القومي الإسرائيلية التي يتولاها اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وكشفت صحيفة "هآرتس" أن "كوادريم"، المنافس الرئيسي لشركة NSO التي تربطها عدة تقارير ببيع برنامج التجسس "بيغاسوس" للمغرب، كانت تعمل على إتمام صفقة مع الرباط لبيعها برنامج اختراق الأجهزة الإلكترونية Reign الذي بإمكانه الوصول إلى بيانات المستهدفين دون قيامهم بالضغط على أي رابط عبر هواتفهم الذكية.
ورفضت وزارة الأمن القومي تسليم "كوادريم" ترخيص تسويق برنامج التجسس المذكور، الذي كان يفترض أن يصبح منافسا أو بديلا لبرنامج "بيغاسوس"، والذي يسمح بالوصول إلى الرسائل الهاتفية والمحادثات عبر مختلف تطبيقات الهاتف الذكي الذي يعمل بنظام "أندرويد"، ووصف التقرير قدرات هذا البرنامج بأنها "جنونية"، لكن تطويره توقف بسبب الفشل في إتمام صفقات جديدة.
وكانت الشركة الإسرائيلية قد أتمت بالفعل صفقة لبيع نظام التجسس الخاص بها إلى المملكة العربية السعودية، من خلال وساطة شركة قبرصية تسمى "إنريش" التي جرى تأسيسها بهدف تسويق منتجات "كوادريم" خارج إسرائيل ومراوغة رقابة وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، هذه الأخيرة التي رفضت منح التراخيص اللازمة للشركة من أجل إتمام صفقتها مع المغرب.
وأورد التقرير أن الشركة قررت وقف أنشطتها سنة 2022، بعدما كانت تتوفر على مكتب نشيط في قبرص منذ سنة 2019، لكن وقع خلاف بينها وبين الشركة القبرصية الوسيطة "إينريش" بسبب ما اعتبرته "كوادريم" عدم قدرة شركائها على الوفاء بالتزاماتهم وعدم تحويل نصيبها من أموال الصفقات التي جرى إتمامها، وهو الأمر الذي انتهى بالتوصل إلى تسوية بين الطرفين بقيمة 5 ملايين دولار.
لكن هذا الصراع أجبر "كوادريم" على حصر أنشطتها داخل إسرائيل وتحت رقابة الحكومة الإسرائيلية، وقد كانت في السابق مدعومة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإتمام صفقات في إفريقيا والعالم العربي، ووفق هآرتس فقد استطاعت التواصل مع 4 دول على الأقل من بينها المغرب، لإقناعها باقتناء برنامجها الجديد، بعد حصولها على موافقة أولية من وزارة الأمن القومي، لكن هذه الأخيرة رفضت المصادقة على عمليات البيع النهائية.
ولا يحتفظ وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بعلاقات طيبة مع المغرب، فالوزير اليميني المتطرف كان محط العديد من التصريحات والبلاغات التي تدين تصرفاته في القدس، وخصوصا اقتحامه المتكرر لباحة المسجد الأقصى، وكان سببا رئيسيا في البرود الذي طبع علاقات الرباط وتل أبيب لشهور منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء نهاية العام الماضي.