وزير الداخلية الإسباني: الدرك المغربي مُبادر وأحبط محاولة هجرة دون الحاجة لتدخل قوات الأمن الإسباني.. وتعاوننا مثمر وناجح
ثمّن وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، التحرّك "الناجح" الذي اتخذته السلطات الأمنية المغربية، الجمعة الماضي لإحباط محاولة للهجرة غير المشروعة صوب ثغر سبتة، على مستوى منطقة "الخلوط"، مشيدا بنتائج الجهود التي يبذلها المغرب وبلاده في محاربة الهجرة غير الشرعية، في إطار التعاون "الوثيق والحازم''.
مارلاسكا، وفي تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية، قال إن التعاون والالتزام المشترك مع المغرب، مكّن من وقف زحف ما يناهز 200 مهاجرا من جنوب الصحراء الجمعة الماضي إلى سبتة، وذلك بفضل مجهودات قوات الدرك الملكي المغربي التي منعت محاولة اقتحامهم للسياج الحدودي.
وأوضح المسؤول الحكومي الإسباني، أن ثغر سبتة شهد الجمعة الماضي محاولة للقفز من فوق سور سبتة الحدودي، قام بها مجموعة كبيرة من المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، وتتراوح أعدادهم لما بين 200 و300 مهاجر، بيد أن قوات الدرك الملكي المغربي تصرّفت بشكل أسرع ومنعتهم من الاقتراب من الحدود مع إسبانيا، دون الحاجة لتدخل من قوات الأمن الإسباني.
وشدد غراندي مارلاسكا، الذي كان يحضر حدثا حزبيا في بلدية مالاكا في رينكون دي لا فيكتوريا، حيث دعم المرشح الاشتراكي لمنصب العمدة، أنطونيو سانشيز، (شدّد) على أن التحرّك مغربي كان مبادرا ونجح في وقف هذا الهجوم الكبير على سياج سبتة، مؤكدا أن "التعاون مع المغرب في محاربة الهجرة غير النظامية، وقبل كل شيء، ضد المافيات التي تتاجر بالبشر، مثمر ومهم جدا".
ونوّه وزير الداخلية الإسباني في الآن ذاته، بمستوى التعاون والتنسيق "الدائم والمستمر" بين المملكتين، لمكافحة الهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أن "نتائجها مهمة ومرضية وجيدة جدا".
وكانت آخر محاولة شهدها الثغر المحتل لسبتة، قد وقعت حوالي الساعة السادسة صباحًا وأجبرت الجمارك الحدودية في تراخال على الإغلاق مؤقتًا، بالإضافة إلى نشر وحدات برية وبحرية من الحرس المدني.
وحاول مهاجرون من جنوب الصحراء، ولوج سبتة من محيط الحدود البرية البالغ طوله 8.2 كيلومترات، دون أن يتمكن أي منهم من الاقتراب من السياج الذي يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار.
وكانت السلطات المحلية بعمالة المضيق – الفنيدق قد أكدت أن محاولة الهجرة غير المشروعة هاته نفذها مجموعة من الأشخاص المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ضمت حوالي 150 مهاجرا سريا، كان بعضهم مسلحين بعصي وحجارة وأسلحة بيضاء، قبل أن تتصدى لهم القوات العمومية.
وأضاف المصدر ذاته، أنه تم توقيف 70 من بين هؤلاء المهاجرين، مع تسجيل إصابة 14 عنصرا من أفراد القوات العمومية و6 إصابات بين صفوف هؤلاء المهاجرين، تم نقلهم للمستشفى المحلي بمدينة الفنيدق لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية.
وفي هذا الصدد، من المرتقب أن يحل وزير الداخلية الإسباني بمليلية اليوم الاثنين لعقد اجتماع تشغيلي وتنسيقي مع مندوبة الحكومة صابرينا مو ورؤساء الشرطة الوطنية والحرس المدني في المدينة.
وكانت آخر زيارة لوزير الداخلية الإسباني إلى مليلية في مارس 2022، بعد أن عانى المحيط الحدودي بين المغرب والمدينة من أكبر محاولتين هجرة في تاريخها في صباحين مبكرين متتاليين.
وفي يونيو 2022، بعد المأساة المذكورة، التقى وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بنظيره المغربي، عبد الوافي لافتيت، في اجتماع عمل خلص إلى ضرورة تعزيز وتوطيد التعاون القائم بين وزارتي الداخلية من إسبانيا والمغرب.