وزير مغربي سابق يُصدر "مواقف ومقترحات"
أصدر وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السابق عبد السلام الصديقي كتابا جديدا بعنوان "مواقف ومقترحات"، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي كان ينشرها في جريدة البيان خلال الفترة الممتدة من يوليوز 2017 إلى دجنبر 2018.
هذه المقالات هي نوع من الشهادة المدعمة بتجربة معاشة في الميدان بالنظر إلى أن المؤلف شغل عدة مناصب: أستاذ جامعي منذ 1980، برلماني، مناضل سياسي وجمعوي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية ما بين 2013 و2017.
من خلال عنوان الكتاب، "مواقف ومقترحات" ، يقول الكاتب: أود أن أعبر عن قناعاتي وأن أظل مخلصًا للالتزامات التي تعهدت بها بينما كنت ما زلت طالبًا قبل نصف قرن تقريبًا: قناعات حول قيم العدالة الاجتماعية والمشاركة والتضامن والوطنية الحقة والمسؤولية … قناعات مكتسبة من الحياة وتم تعزيزها من خلال تجربة فردية وجماعية، حيث علمتني المدرسة السياسية والفلسفية التي أنتمي إليها أن النقد البناء هو السبيل الوحيد الموثوق به.
ويضيف الدكتور عبدالسلام الصديقي: ما يهمني هو القيام بعد التحليل والنقد ، بتقديم مقترحات حلول تخضع بالضرورة للناقش، وهذا هو النهج التجريبي والتحليلي الذي يجب أن نغرسه في شبابنا اليوم؛ منهج الصرامة العلمية والمنهجية. باختصار، منهج المسؤولية.
في مقالات الكاتب، تحضر باستمرار المنهجية الجدلية بين النظرية والممارسة، حيث التحليل والنقد وتقديم مقترحات بمثابة الخيط الناظم لكل مقالاته.
المؤلف لا يتردد في التعبير عن قناعاته بكل مسؤولية. يقوم بذلك دون السقوط في الدوغمائية مؤمنا بإيجابيات النقد، كما يوضح ذلك في الكلمة التقديمية لمؤلفه: ” وأنا أضع هذه المقالات رهن رهن شارة القارئات والقراء، فإنه يهمني جدا معرفة ملاحظاتهم وقراءاتهم النقدية، وأتمنى أن يكونوا كثرا”.
قلة هم أولئك الزعماء السياسيون المغاربة الذين خلدوا تجاربهم السياسية بواسطة الكتابة. الصديقي اتخذ الأصالة منهجا في الكتابة دون تحريف روح النص. وحسب قوله: “إن الأمر يتعلق بفكر حي متحرك، حيث لم يتم إدخال أي تعديل عليه”. بالنسبة إليه: "أن تكتب، معناه أن توجد"
"مواقف ومقترحات" عمل نابع من القلب والعقل، عمل مناضل حرص على بلورة قناعاته على شكل أفكار تتناغم مع رؤيته السياسية والاجتماعية لمغرب الجميع.
تتناول المقالات في هذا الكتاب، مجموعة متنوعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهي تتراوح بين الاقتصاد و السياسة والقضايا الاجتماعية. ومع ذلك، يقول الصديقي، أن مجالات المعرفة هذه جميعها تنتمي إلى العلوم الاجتماعية، والتي يمكن اعتبارها "أم العلوم" فيما يتعلق بالتفاعل والترابط بين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي و الثقافي، بالإضافة إلى ذلك يضيف الوزير السابق، فإن هذه الضرورة المنهجية والتي وجدت مع ابن خلدون (القرن الرابع عشر) قد تم تبنيها من قبل مؤسسي الاقتصاد السياسي في القرن التاسع عشر وبعد ذلك من قبل التيارات الماركسية والكينزية.