وسط البرود الدبلوماسي بين الرباط وتل أبيب.. الإسرائيليون يتوقعون انعقاد قمة النقب المؤجل بالمغرب في ماي المقبل
يتوقع الإسرائيليون أن يحتضن المغرب النسخة الثانية من منتدى النقب في ماي من العام الجاري، وذلك بعد تأجيله شهرين في سياق الصدام الدبلوماسي بين الرباط وتل أبيب على خلفية وصول حكومة يمينية متطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وما تبعها من اعتداءات على المسجد الأقصى دفعت الخارجية المغربية إلى إصدار مواقف إدانة.
وكشفت صحيفة "إسرائيل هايوم" الأمر في تقرير حول المتغيرات العديدة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، خصوصا ما يتعلق بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية، وترحيب العديد من دول بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية رغم استمرار نظام بشار الأسد، مبرزة أن إسرائيل لا زالت تتحرك بدورها في المنطقة، معتمدة على استمرار علاقاتها بعدة دول من بينها المغرب.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تنهج أسلوبا مشابها للصين عبر التركيز على المصالح الاقتصادية لتعميق العلاقات مع الدول التي تربطها بها اتفاقيات دبلوماسية، عبر مشاريع يتم الترويج لها في الولايات المتحدة الأمريكية والهند والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى التجمع السنوي لمنتدى النقب المتوقع عقده في المغرب شهر ماي المقبل.
ولم يصدر أي تعليق رسمي مغربي بخصوص احتضان المملكة لقمة النقب، رغم وجود أحاديث، إسرائيلية بالخصوص، عن إمكانية عقد النسخة الثانية من المنتدى في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى جانب وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين مع وجود احتمال انضمام الأردن.
وتفادت الخارجية المغربية التعليق عن خبر احتضان المنتدى حتى عندما أعلن عن ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي قبل أسابيع، وهو الأمر الذي تُفسه طبيعة حكومة نتنياهو الحالية التي تضم أحزابا من اليمين المتطرف، الأمر الذي أدى إلى فتور واضح في العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، بل إلى إدانة علنية من طرف المملكة على خلفية توالي الاعتداءات والتصريحات العنصرية الإسرائيلية.
وفي 5 أبريل الجاري قال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن المملكة المغربية "تدين بشدة" اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لباحات المسجد واعتقال المئات من المصلين لتسهيل وصول المستوطنين إليه.
وأضافت الوثيقة أن المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، تؤكد على ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة، وتابعت "تؤكد المملكة المغربية رفضها لمثل هذه الممارسات التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة".
وكانت الرباط قد ألغت زيارات وزراء إسرائيلين من حكومة نتنياهو إلى الرباط قبل أسابيع، على خلفية تزايد الاستفزازات الإسرائيلية، وذلك عقب اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ثم بسبب تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي نفى فيها وجود شعب فلسطيني.