يوم الحساب.. آلاف اللبنانيين يتظاهرون في بيروت ويقتحمون مقر وزارة الخارجية بعد أربعة أيّام على انفجار مَرفأ بيروت
اقتحم، زوال اليوم، مُتظاهرون غاضبون من الفساد المستشري في دواليب الدولة اللبنانية، مقر وزارة الخارجية، واحتلوه بشكل كامل، رافعين شعار "يوم الحساب" صد الطبقة السياسية الفاسدة التي أودت بلبنان إلى انهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي.
وتوافد آلاف اللبنانيين إلى وسط بيروت السبت للتظاهر ضد الطبقة السياسية تحت عنوان "يوم الحساب"، بعد أربعة أيام من انفجار المرفأ الدامي الذي أوقع 158 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح وفق آخر حصيلة.
وشاهد مراسلو فرانس برس في وسط بيروت متظاهرين غاضبين وهم يرددون شعارات مطالبة بـ"الانتقام" لضحايا الانفجار رافعين أسماء هؤلاء على لافتة بيضاء كبيرة، بينما وقعت مواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من المحتجين حاولوا التقدم باتجاه شارع مؤد إلى مقر البرلمان".
وكان لبنانيون دعوا للخروج في تظاهرات غاضبة اليوم السبت، بعد أربعة أيام من الانفجار الضخم الذي ضرب بيروت، متسبباً بمقتل أكثر من 150 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين، بينما ستون آخرون على الأقل في عداد المفقودين.
وأثار الانفجار، الذي حوّل بيروت ساحة خراب كبيرة وشرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم، تعاطفاً دولياً مع لبنان، الذي يصله مسؤولون غربيون وعرب تباعاً وتتدفق المساعدات الخارجية إليه عشيّة مؤتمر عبر تقنية الفيديو تنظمه فرنسا بالتعاون مع الأمم المتحدة غداً الأحد دعماً للبنان وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاركته فيه.
وأوقفت السلطات، التي تعهّدت بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار وعن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون اجراءات حماية،أكثر من 20 شخصاً على ذمّة التحقيق بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون، على رأسهم رئيس مجلس إدارة المرفأ حسن قريطم ومدير عام الجمارك بدري ضاهر، وفق مصدر أمني.
ولليوم الرابع على التوالي، تلملم بيروت جراحها ويعمل متطوعون وسكان أحيائها المتضررة على رفع الركام وشذرات الزجاج التي تطايرت في كل مكان واصلاح ما يمكن اصلاحه في منازلهم المتضررة بشدة من الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث.
وبحسب وزارة الصحة، لا يزال ستون شخصيا على الأقل في عداد المفقودين، بينما 120 جريحاً في حالة خطرة.
ودعا ناشطون ومجموعات مدنية ممن شاركوا في التظاهرات التي شهدها لبنان منذ 17 أكتوبر ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة، إلى تظاهرات بعد ظهر السبت في بيروت تحت شعارات عدة بينها "علّقوا المشانق" و"يوم الحساب".
وكتب فارس الحلبي (28 عاماً) وهو من الناشطين البارزين في التظاهرات على فيسبوك "بعد ثلاثة أيام تنظيف، رفع ركام ولملمة جراحنا وجراح بيروت حان وقت تفجير الغضب ومعاقبتهم على قتل الناس".
وأضاف "على التغيير أن يكون كبيراً بقدر كبر الفاجعة".
على تمثال الشهداء في ساحة الشهداء، ساحة التظاهر الرئيسية في وسط بيروت، علّق ناشطون مشنقة رمزية تعبيراً عن إصرارهم على الاقتصاص من المسؤولين عن الانفجار.
وبينما كانوا يتابعون بعجز الانهيار الاقتصادي المتسارع في بلدهم ويعيشون تبعات هذا الوضع الهشّ الذي أضيف إليه تفشي وباء كوفيد-19 مع تسجيل معدل إصابات قياسي في الأيام الاخيرة، أتى انفجار مرفأ بيروت ليشكل أكبر كوارث اللبنانيين.
وقالت حياة ناصر، التي تنشط في مبادرات عدة لمساعدة المتضررين "اليوم تنطلق التظاهرة الأولى بعد الانفجار، الانفجار الذي كاد أن يقتل أي أحد منا".
وأضافت "إنه التحذير الأكبر للجميع، لأنه لم يعد لدينا شيء لنخسره بعد الآن. على الجميع أن يكونوا في الشوارع اليوم".
وتأتي الدعوة للتظاهرات السبت عشية مؤتمر دعم دولي للبنان، إقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت الخميس، وتنظمه بلاده بالتعاون مع الأمم المتحدة بعد ظهر الأحد بمشاركة دولية وعربية واسعة.