آل كلينتون والمغرب.. علاقة حب من التسعينات تنبعث من جديد في قرى مراكش

 آل كلينتون والمغرب.. علاقة حب من التسعينات تنبعث من جديد في قرى مراكش
الصحيفة - حمزة المتيوي
الثلاثاء 24 شتنبر 2019 - 13:30

لم تكن صور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتيون، رفقة عقيلته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وهما يتناولان فطورا مغربيا تقليديا في ضيافة أسرة بسيطة بإحدى قرى نواحي مراكش، صورا غريبة بالنسبة للذين يعرفون ارتباط آل كلينتون بالمغرب، والذي يعود إلى سنوات التسعينات.

وظهر بيل كلينتون قبل أيام في مراكش، التي قدم إليها من أجل قضاء عطلة عائلية وحضور عيد ميلاد صديقه المغربي الثري مارك العسري، حيث كان يتجول في أواق المدينة القديمة ويشاهد عروض مروضي الأفاعي في جامع ساحة الفنا، وقد تخلى عن البذلة الرسمية وربطة العنق واستبدلها بلباس شبه رياضي، في الوقت الذي كانت فيه زوجته هيلاري تتنزه في حديقة "ماجوريل".

خدمة للسياحة الجبلية

أمس الاثنين، ظهرت صور للرئيس الأمريكي والسيدة الأولى للولايات المتحدة في سنوات التسعينات، بمنطقة أوريكا بإقليم الحوز وهما يرتشفان الشاب ويتناولان حبات الزيتون والمخبوزات المغربية التقليدية، قبل أن يزورا مشغلا للمنسوجات التقليدية ومدرسة للفتيات، في خطوة من شأنها أن تعيد الثقة إلى النشاط السياحي في المنطقة.

واختار الثنائي كلينتون زيارة إقليم لا زال يعاني تبعات جريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين بطريقة بشعة من طرف متطرفين بمنطقة "إمليل"، ما شكل ضربة قوية للسياحة الجبلية بالحوز التي تُمثل مصدر عيش العديد من الأسر، والتي عانت قبل أيام من ضربة جديدة جراء الأمطار الطوفانية التي أغلقت منطقة "أوريكا" تحديدا.

بداية علاقة الحب

مباشرة بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية سنة 1993، نصح مستشارو البيت الأبيض بيل كلينتون بربط علاقة جيدة مع الملك الراحل الحسن الثاني، كونه أحد أكبر العارفين بخبايا ملفات الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي سيتوج بزيارة العاهل المغربي إلى واشنطن في 1995، واستقباله من طرف كلينتون.

لكن العلاقة بين الرئيس الأمريكي والملك المغربي ستتطور إلى روابط عائلية ستجمع على مدى عقدين ونصف آل كلينتون بالأسرة العلوية، وهو ما سيتأكد بالفعل عندما زارت هيلاري كلينتون رفقة ابنتها المغرب في أبريل من سنة 1999، حيث استقبلهم الملك الحسن الثاني رفقة ولي عهد وهما ترتديان القفطان المغربي، في وقت كان فيه المرض يفتك بجسده.

وبعدها بـ3 أشهر فقط سيغادر العاهل المغربي الدنيا، وسيقرر بيل كلينتون، الذي نجا قبل أشهر قليلة آنذاك من تهمة حنث اليمين الدستوري وعرقلة العدالة في قضية "مونيكا لوينسكي" الشهيرة، التي كادت أن تؤدي به للعزل من طرف الكونغريس، (سيقرر) التوجه نحو الرباط رفقة سلفه جورج بوش الأب لحضور الجنازة، وستوثق كاميرات التلفزيون سيره خلف نعش الحسن الثاني.

صداقة مستمرة

وقبل وفاة الملك الحسن الثاني، كان قد ورَّث الروابط المتينة التي تجمع القصر الملكي المغربي بآل كلينتون لأبنائه، وخاصة الملك محمد السادس، الذي كانت إحدى أول رحلاته الخارجية بعد توليه العرش نحو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ حظي سنة 2000 باستقبال من طرف الرئيس الأمريكي وزوجته في البيت الأبيض.

وفي 2002، كان بيل وهيلاري كلينتون وابنتهما تشيلسي، الذين غادروا قبلها بنحو عام فقط البيت الأبيض، من بين أبرز الحاضرين في حفل زفاف الملك محمد السادس، بينما سيستغل الملك زيارته إلى أمريكا في 2010 ليهنئ الرئيس الأسبق وعقيلته بحفل زفاف ابنتهما، وهو الذي لا يسمح له البروتوكول بحظور حفلات الزفاف.

انعكاسات سياسية

ورغم التغيرات الكثيرة التي عرفها العالم وحالات المد والجزر التي عاشتها علاقة الرباط بواشنطن، إلا أن العلاقة الشخصية بين آل كلينتون القصر الملكي لم تفتر، بل إن انعكاساتها السياسية ظلت مستمرة حتى بعد مرور سنوات طويلة على رحيل الرئيس الأمريكي الثاني والأربعين عن البيت الأبيض ورحيل الملك الحسن الثاني عن العالم.

ففي مارس من سنة 2015، وخلال مشاركته في منتدى "هوب غلوبال" بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وفي غمرة صدمة العالم من الهجوم الدامي على مقر صحيفة "شارلي هيبدو" في فرنسا، سيتحدث كلينتون عن المغرب كنموذج للتعايش الديني، موردا أن "ملك المغرب، وهو حفيد النبي محمد، قوَّى الوئام بين المسلمين واليهود في بلده، وأمر بتأهيل دور العبادة والمقابر اليهودية".

أما هيلاري كلينتون، وخلال تقلدها حقيبة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ما بين 2009 و2013، فكانت من بين أولى أنشطتها الرسمية المشارَكة في منتدى المستقبل بمراكش في نونبر 2009، أما في فبراير 2012، وحين حضورها إطلاق أشغال بناء سفارة واشنطن الجديدة في الرباط، قالت أمام الحاضرين إن بلادها "لن تنسى للمغرب أنه أول بلد اعترف باستقلالها، وأن أول عقار لها خارج حدودها كان بمدينة طنجة".

ولم تخف كلينتون دعمها العلني لـ"تجربة الانتقال الديموقراطي في المغرب"، بالإضافة إلى قربها من المقترح المغربي بخصوص قضية الصحراء الذي دفع ديبلوماسيين جزائريين لاتهامها بـ"التحيز للمغرب"، وهو ما قد يفسر الدعم المغربي الرسمي الصريح لها في انتخابات الرئاسة الأمريكية سنة 2016، والذي أعلن عنه رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، مبررا ذلك بكونها "الأصلح للعلاقات المغربية الأمريكية".

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...