أزيلوا تمثال الماريشال ليوطي.. ارتدادات مقتل جورج فلويد تصل إلى المغرب
بدأت أولى إرهاصات وصول الحرب التي تخوضها مجموعة من شعوب العالم على رموز الاستعباد والإبادة والاستعمار، والتي تلت مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية "جورج فلويد" خنقا على يد الشرطة، (بدأت) في الظهور بالمغرب عبر عريضة إلكترونية تم إطلاقها اليوم الاثنين من أجل جمع التوقيعات المطالبة بإزالة تمثال الماريشال هوبيرت ليوطي، أول مقيم عام فرنسي بالمغرب، من مدينة الدار البيضاء.
ووقع أكثر من 100 شخص إلى حدود الساعة على العريضة التي سيتم توجيهها إلى القنصلية العامة الفرنسية بمدينة الدار البيضاء، من أجز إزالة تمثال ليوطي الشهير الموجود في مدخلها والمستقر هناك منذ خمسينات القرن الماضي، لكن الطريف في الأمر هو أن كاتب العريضة اقترح تعويض الماريشال الفرنسي بتمثال "غراندايزر" بطل الرسوم المتحركة الخارق الذي تعلق به جيل الثمانينات والتسعينات.
وحملت العريضة عبارات شديدة اللهجة في حق المقيم العام الفرنسي حيث وصفته بـ"القبيح" وبأنه "يشبه الضفضع"، معتبرة أن تمثال "غراندايزر" أكثر جدارة بالتواجد بدلا عنه في ساحة محمد الخامس وسط العاصمة الاقتصادية للمملكة، وذلك في إشارة إلى الماضي الاستعماري الدموي لليوطي الذي تورط في إخماد عدة انتفاضات وإخضاع جزء واسع من الأراضي المغربية للسيطرة الاستعمارية لبلاده.
واستمر ليوطي مقيما عاما بالمغرب ما بين 1912 و1925 قادما إليه من تجربة طويلة في الجزائر، وعمل خلال هذه الفترة على تغيير العديد من أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة وفرض التحكم التام في النظام السياسي القائم، حيث قام بنقل العاصمة من فاس إلى الرباط وبوضع مجموعة من العملاء في مواقع المسؤولية، والذين ساعدوه على إخضاع العديد من المناطق، وكان وراء الحروب الدامية التي شنت على قبائل الريف والأطلس المتوسط بزعم أنها تمثل "السيبة".
يشار إلى أن حملة استهداف تماثيل رموز الاستعمار والاتجار في البشر قد برزت لأول مرة قبل أيام في مدينة بريستول البريطانية، حين حطم محتجون تمثال تاجر العبيد إدوارد كولستون خلال تظاهراتهم الغاضبة على مقتل جورج فلويد، قبل أن يقوم محتجون أمريكيون بإضرام النار في تمثال "كريستوفر كلومبوس" بولاية فيرجينيا، ثم جرى استهداف تمثال لملك بلجيكا الأسبق ليوبولد الثاني المتورط في إبادة الملايين من الأفارقة خلال الحملات الاستعمارية لبلده وخاصة في الكونغو.
