أُكِلَ ماجر يَوم "أَكَلَ" النظام العسكري الشعب الجزائري

 أُكِلَ ماجر يَوم "أَكَلَ" النظام العسكري الشعب الجزائري
الصحيفة - افتتاحية
الخميس 19 يناير 2023 - 2:54

حقيقة مُرّة أطلت برأسها القبيح، على اللاعب رابح ماجر بملعب "نيلسون مانديلا" بعد أن وجد نفسه في موقف مُحرج وهو يتأمل في أزيد من 35 ألفا من أبناء شعبه يُجهدون حَنَاجِرهم من أجل الصفير عليه بعد أن ظهرت صورته على شاشة الملعب.

حَبَسَ النجم الجزائري، السابق، رابح ماجر، دموعه، وهو يتأمل كيف تم تدجين شعب بكامله حتى أصبح مَحل صفير وسخرية، وهو النجم الأسطوري في بلاده إلى وقت قريب. كان المشهد عبثيا برمته، وهو ما ظهر على ملامح الدولي والمدرب السابق للمنتخب الجزائري.

الحقيقة مُرّة. والأكثر مرارة أن أصبح جزء كبير من الشعب الجزائري فوضوي في قيّمه، بعد أن تم حشو ثقافته بسموم جعلته يعاني من "التآكل المنتظم" لوعيه، وقيمه، وهويته، المُستمدة من مُحيطه. كَمُّ الحقد والسطحية والفوضى الأخلاقية التي يزرعها النظام العسكري الجزائري في عقول المواطنين من خلال ماكينة إعلام فاسد، ونظام بوليسي سلطوي قاسٍ كما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدأت تُفرز فراغا في هوية المجتمع الجزائري الذي بدأ يأكل نفسه بنفسه بشكل عبثي

ما وقع لماجر في ملعب "نيلسون مانديلا" هو نتاج ما زرعه نظام عسكري فاسد وفاقد للشرعية، في عقول الجزائريين من خلال ماكينة إعلامه التي اتهمت وعلى مدار أسابيع متوالية، ماجر بـ"سرقة 30 مليار دينار استفاد منها من خلال إعلانات ريع إشهاري لصحيفتين كان يديرهما". وعمل الإعلام الجزائري التابع للنظام العسكري على مدى أسابيع متوالية على نشر أخبار عن القضية ثم الإدانة التي نالها ماجر بعد الحكم عليه بـ 6 أشهر حبسا نافذا، كما اتهمته الصحافة قبل القضاء بـ "التزوير والاحتيال".

فكيف بعد أن تم حشو الجزائريين بكل هذا الكم من الاتهامات أن يطلب منهم بأن لا يطلقوا حناجرهم للصفير في حق "أسطورتهم الخالدة"؟

وقصة ماجر، كُررت مع رئيس الاتحاد الكاميروني ونجم برشلونة السابق، صامويل إيطو الذي جعله النظام العسكري في الجزائر العدو الأوحد لشهور ، وكان رأسه مطلوبا من خلال اتهامه بفساد افتراضي تسبب في إقصاء المنتخب الجزائري من التأهل إلى نهائيات كأس العالم بقطر2022، قبل أن يعود نفس الإعلام ونفس النظام لاستقبال إيطو في الجزائر استقبال الأبطال!

ما حصل حصل لماجر وقبله صامويل إيطو وقبلهما المنتخب المصري في واقعة أم درمان، والأمثلة كثيرة، هو باختصار انعكاس لثقافة فاسدة غرسها نظام عسكري في المجتمع، فنبثت زرعا فاسدا، بدأ يغذي شرائحا كبيرة من المجتمع الجزائري، من خلال الصوت الواحد الأحد الذي لا يعلوا عن صوت القائد العسكري والجيش سليل التحرير، والوطن الذي يتربص به الأعداء منذ سنة 1962!

إنها قصص مكررة لنظام يحشو عقل الجزائريين بالفراغ ثم يشتكي منهم. نظام حشد إعلامه للقتل الرمزي لرابح ماجر ثم عاد لِيَلُوَم الجمهور على البضاعة التي باعه إياها. هكذا، "اغتال" النظام العسكري الجزائري، رمزيا، راباح ماجر عند الجزائريين. فقد أُكل ماجر يوم أكل النظام العسكري الشعب الجزائري، كما هي قصة الأسد الجائع مع الثيران الثلاثة.

وتحكي القصة أن أسدا جائعاً حاول أن يهجم على ثلاثة ثيران، أحمر، وأبيض، وأسود، غير أن هذه الثيران كانت متحدة ويصعب هزيمتها. ففكر الأسد في التحايل عليهم جميعا، بإقناع الثور الأحمر ثم الثور الأسود أنه قوي ويمكنه أكلهما بسهولة، ولكنه لا يريد سوى أكل الثور الأبيض وتركهما بسلام. فوافق الثور الأحمر ثم الثور الأسود على ذلك. وهكذا، أكل الأسد الثور الأبيض بعد أن انفرد به. ودارت الأيام فجاع مرة أخرى وعاد ليأكل الثور الأحمر بعد أن انفرد به هو الآخر.

وعندما جاء الدور على الثور الأسود الذي وجد نفسه وحيدا بدون وحدة كانت تحميه من جوع الأسد الماكر، قال جملة المثل الشهير "أُكلت يوم اُكل الثور الأبيض". وكذلك هو الشعب الجزائري. أُكل يوم ترك العسكر يحكمه ويحشو وعيه بـ"الوهم الفاسد".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...