ازدواجية مهام التسيير.. عائق أمام "النموذج التنموي" الرياضي

 ازدواجية مهام التسيير.. عائق أمام "النموذج التنموي" الرياضي
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 10 يناير 2020 - 10:30

في خضم النقاش الدائر حول النموذج التنموي الجديد بالمغرب، فإن عجلة تنمية القطاع الرياضي، تتوقف عند عدة عوائق، تجعل منها جامدة في مكانها، لا تساير الركب، أبرزها "ازدواجية المهام" في تسيير الشؤون الرياضية، سواء عبر اللجنة الأولمبية في أعلى الهرم، مرورا بالجامعات المحلية إلى قاعدة الجمعيات والنواد، حيث تشكل "الاستقلالية" استثناءا يكسر القاعدة.

فيصل العرايشي.. بين التلفزيون، التنس و"الحلم الأولمبي"

هو الرجل رقم "2" في التسيير الرياضي، بصفته رئيسا للجنة الأولمبية الوطنية، منذ يونيو من سنة 2007، هذه المهمة التي تقلدها عبر منصبه في رئاسة الجامعة الملكية المغربية للتنس في سنة 2009، حيث أكمل خلال العام الماضي، عقدا من الزمن، في تسيير شؤون الكرة الصفراء.

فيصل العرايشي، الذي يقود الرياضة الوطنية، في سنة أولمبياد "طوكيو2020"، لم يضع، إلى حدود اليوم، تصورا واضحا للمشاركة المغربية في المحفل "الأولمبي"، كما أن الغموض يلف الرهانات والأهداف المسطرة للجامعات الرياضية التي ستمثل العلم المغربي، في اليابان، صيف السنة الجارية.

انشغالات العرايشي الأخرى، قد تجعله بعيدا عن صلب اهتمامامت الشارع الرياضي الوطني، لاسيما وأنه يشغل منصب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة "SNRT"، هذا القطاع الحيوي الذي يشهد عدة عثرات تفرمل نموه، ليقارع نماذج الجوار.

عبد السلام أحيزون.. اتصالات المغرب وألعاب القوى!

لم يسبق له أن وطأ مضمار سباق كعداء، لكنه تحمل مسؤولية قيادة أنجح الجامعات الرياضية، من حيث النتائج، على الصعيد الوطني، بالحمولة التاريخية التي تحملها رياضة ألعاب القوى لدى الشارع المغربي، من بداية القصة في "لوس أنجليس 1984" إلى نهايتها في "أثينا2004".. إلى أن أصبحت دول على غرار غامبيا وزامبيا تتفوف علينا في العدو والقفز، هي التي تكاد تتعرف على تقنية الـ 4G بفضل امبراطورية أحيزون القوية.

عبد السلام أحيزون، الذي تربع على عرش "القوى"، منذ سنة 2006، عايش تدهور الرياضة في عهده، خاصة في المحافل الدولية الكبرى؛ الألعاب الأولمبية وبطولات العالم، حيث لم تشهد سوى ميدالية ذهبية واحدة، خلال ال13سنة من ولاية أحيزون، حققها عبد العاطي إيكيدير سنة 2012 في بطولة العالم داخل القاعة، عدا ذلك فالحصيلة تراجعت بشكل كبير والأسهم شهدت انهيارا كبيرا.

تفويت الدولة المغربية لـ 8 بالمائة من مساهمتها في شركة "اتصالات المغرب" ولجوء أحيزون إلى بعض رجال الاعمال والمهنيين والمستثمرين إلى المساهمة في رأسمال المجموعة، من أولويات "مهندس الاتصالات"، خلال الظرفية الراهنة، في وقت تعلق فيه الرياضة الوطنية آمالا كبيرة على "أم الألعاب" من أجل حفظ ماء الوجه، خلال الاستحقاق "الأولمبي" القادم

سعيد الناصيري.. رئيس الوداد والعصبة الاحترافية!

مشاكل جمة تشهدها كرة القدم الوطنية، خلال الفترة الانتقالية الحالية، التي من المرتقب أن تشهد استقلالية جهاز العصبة الاحترافية الوطنية عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث سيخول للأول تدبير شؤون البطولة الاحترافية في قسميها الأول والثاني، فيما يسهر الثاني على تدبير المنتخبات الوطنية.

في الوقت الذي انتظر فيه الرأي العام، اسناد مهام رئاسة "العصبة" إلى مسؤول "مستقل" عن تسيير النواد الوطنية، لم يخرج "البروفايل" الذي تم اختياره من نفس الدائرة، حيث تقلد سعيد الناصيري، نفسه رئيس نادي الوداد الرياضي، المهام، من خلال جمع عام انتخابي، حظي فيه بالإجماع.

الجمع بين تسيير الوداد ودور المسؤول الأول عن تدبير البطولة "برو"، وضع الناصيري وسط دائرة الانتقاد، حيث بدأت تطفو على السطح عدة أزمات متعاقة بتدبير شؤون الدوري، سواء على مستوى البرمجة أو مشاكل التحكيم، فيما عبر البعض عن رفضهرل"ازدواجية مهام" رئيس العصبة الاحترافية، لما اعتبرته محاباة وخدمة لأجندة الفريق الذي يرأسه منذ أزيد من خمس سنوات.

كريم بلق.. وكيل لاعبين ورئيس جامعة "الجيجوتسو"

انتخب، في فبراير الماضي، رئيساً لاتحاد شمال أفريقيا لرياضة "الجو جيتسو"، بحضور اليوناني بانايوتوس ثيودوريس رئيس الاتحاد الدولي للرياضة، وذلك سنتين بعد توليه منصب رئيس الجامعة الملكية المغربية للرياضة، الأخيرة حديثة التأسيس.

وإن كانت الرياضة، قد حققت نتائج باهرة خلال السنتين الماضيتين، خلال المحافل القارية والدولية، تحت قيادة كريم بلق، فإن الأخير تلقى انتقادات واسعة من لدن بعض الجمعيات والممارسين، منتقدة طريقة التسيير، التي تراها انفرادية ولا تخدم قاعدة ممارسي "الجو جيتسو" محليا.

في سياق مرتبط، اعتبر البعض أن جمع كريم بلق، بين صفتة وكيلا للاعبي كرة القدم معتوف به من "فيفا" ورئاسة الجامعة الملكية ل"الجو جيتسو"، أمرا منافيا للقوانين المتعارف عليها، كما شككوا في قانونية شغله لهذا المنصب الأخير، استنادا للأعراف والقوانين الدولية للرياضة.

جدير بالذكر أن كريم بلق، يعتبر من وكلاء اللاعبين المشهورين على المستوى الوطني، كما أنه يملك شبكة علاقات قوية على مستوى الخليج، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الأخيرة التي تبدي اهتماما كبير بالرياضات القتالية، وبالتحديد رياضة "الجو جيتسو".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...