إسبانيا تمشي وحيدة نحو ظلام "كورونا".. وأرقام الوفيات "مرعبة"!

 إسبانيا تمشي وحيدة نحو ظلام "كورونا".. وأرقام الوفيات "مرعبة"!
الصحيفة: عمر الشرايبي
الجمعة 27 مارس 2020 - 9:00

 بعد أن تنفست الصين الصعداء، وهي التي نقلت للعالم جائحة عالمية غير مسبوقة، فإن أوروبا أضحت بؤرة لهذا الوباء، حيث بدأت كل من إيطاليا واسبانيا في تسجيل ضعف الأرقام التي أعلنتها بيكين، في ذروة مواجهة بيكين ل"كوفيد-19".

مدريد، حيث نموذج التميز الرياضي والاستثناء الدرامي في زمن "نيتفليكس"، كما برشلونة والأندلس، قبلة السياحة العالمة، تعيش اليوم تحت رحمة "كورونا"، التي أدخلت البلاد غرفة الإنعاش، يعيش اقتصادها تحت التنفس الاصطناعي، ليس بنفس حدة جائحة 1918، لكنها أكثر وقعا على "مصارعي الثيران".

اسبانيا..ثاني أكثر الدول
تضررا من "كورونا"

أعلنت وزارة الصحة في إسبانيا،
إلى حدود الخميس
25 مارس، ارتفاع أعداد الوفيات بسبب فيروس "كوفيد-19" المستجد، إلى 4089 حالة وفاة، لتتخطى اسبانيا معدلات التي سجلت بسبب الوباء في الصين
والتي بدأ فيها انتشار الفيروس في دجنبر الماضي.

وتحتل إسبانيا، حاليا، المركز
الثاني عالميا في أعداد الوفيات، بسبب فيروس كورونا، بعد إيطاليا، بزيادة 27% عن أرقام
الضحايا، خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما سجلت الصين
3287 حالة، حسب آخر الإحصائيات، فيما سجلت إيطاليا،
لحدود اليوم، وفاة
7503 شخصا بسبب المرض.

مدريد في أزمة اقتصادية
خانقة..

تنبأت منابر عالمية بدخول إسبانيا
مرحلة الركود الاقتصادي، خلال السنة الجارية، خاصة بعد ما حمله مرسوم قانون التدابير
الاقتصادية العاجلة، الذي جاء به برلمان مدريد، الذي يهدف إلى مواجهة الأزمة بسبب فيروس
"كورونا"، حيث اعترف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الأربعاء 18 مارس،
أن المرحلة جد حساسة.

في الوقت الذي كانت مدريد،
منتشية بزيادة بنسبة 1.6٪
؜ من الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض مستمر في عدد العاطلين عن العمل، منذ شهر
واحد فقط ، فمن المرجح أن يتسبب الوباء في سقوط المملكة الاسبانية، على حد تعبير
يومية "
Le Monde" الفرنسية، في تقرير
أعدته عن الأزمة الاقتصادية الاسبانية في زمن جائحة "كوفيد-
19".

أزمة غير مسبوقة ستعيشها
اسبانيا، بعد أن أغلق قطاع السياحة مصراعيه، وهو الذي يمثل 12 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي
و 13 ٪ من سوق الشغل، فيما أعلن مصنعو السيارات، الواحد تلو الآخر عن شلل مصانعهم.

هذا في وفي الوقت الذي تستنجد
فيه الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويستغيث العاملون بها، مطالبين بالمساعدة في جميع أنحاء
المملكة، بعد أن تخفيض النشاط إلى الحد الأدنى، بعد أن دعت الحكومة الاسبانية إلى العمل
عن بعد.

هذا كله يحدث في بلد، يتعافى بالكاد من الأزمة الأخيرة، حيث لايزال يزال يتوفر على نسبة 14٪ من العاطلين و 95٪ من الدين العام و 2.5٪ من العجز العام، مما ينظر بأزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة مقياس.

يقول بيدرو أزنار، الخبير الاقتصادي الاسباني، إن "مقارنة بالأزمة المالية لعام 2008، أصبح لدى إسبانيا اليوم مساحة أقل للمناورة، مع مستوى دين قريب من 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل نسبة 40٪ في عام 2008".

الانفلوانزا الاسبانية
لسنة
1918..

اشتهرت اسبانيا، بالجائحة التي
أصابتها سنة
1918، التي عرفت ب"الانفلوانزا الأسبانية"، والتي انتشرت في أعقاب
الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين القتلى، وتسبب بهذه الجائحة
نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا من نوع 
H1N1.

تميز الفيروس بسرعة العدوى، حيث
تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات "اكلينيكية"
واضحة، وما بين 50 إلى 100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض، أي ما يعادل ضعف
المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.

نقلا عن متتبعين تاريخيين،
فإن الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء، كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء، بعكس
ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.

تقول تقارير، إنه وللحفاظ على
معنويات المواطنين، قلصت الرقابة في زمن الحرب، التقارير المبكرة عن المرض والوفيات
في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، كما كانت الصحف حرة في الإبلاغ
عن آثار الوباء في إسبانيا المحايدة (مثل مرض الملك ألفونسو الثالث عشر الخطير)،
حيث خلقت هذه القصص انطباعًا خاطئا عن إسبانيا، باعتبارها ضربة قوية جدا، ما أدى إلى
تسمية الوباء بالإنفلونزا الإسبانية.

يقدم العلماء عدة تفسيرات محتملة
لارتفاع معدل الوفيات، بسبب وباء إنفلونزا عام 1918، حيث أظهرت بعض التحليلات أن الفيروس
قاتل بشكل خاص، لأنه يسبب عاصفة السيتوكين، والتي تخرب نظام المناعة الأقوى لدى الشباب.

في المقابل، وجد تحليل عام
2007 للمجلات الطبية من فترة الوباء، أن العدوى الفيروسية لم تكن أكثر قوةً من سلالات
الإنفلونزا السابقة، بدلاً من ذلك، حيث أن سوء التغذية والمخيمات الطبية المكتظة والمستشفيات
وسوء النظافة الصحية، يعززان من العدوى البكتيرية الإضافية.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...