استِمطَارُ السّحاب!

 استِمطَارُ السّحاب!
أحمد إفزارن
السبت 26 فبراير 2022 - 11:38

■ …وأخيرًا، سَقطَ المَطَر: "صلاةُ الاستِسقاء" تزامَنَت مع "تكنُولوجيا الاستِمطار".. وهذا ما واظَبَت عليه بِلادُنا ودُولٌ عربيةٌ وإسلامية، والأديانُ السماوية، ومِنها "اليهُوديةُ والمَسِيحيّة" حيث الاستِسقاءُ، وهو ابتهالٌ رُوحِي، يُواكبُ الاستمطارَ الاصطِناعي..
إنها صلاةُ الاستِسقاء تأتِي بتَوازُنٍ مع تحريكِ "تكنُولوجيا الاستِمطَار"..
▪︎وكُلّما ابتُلِيَّتْ بِلادُنا بقِلّةِ المَطَر، وأصبَحت مُهدّدَةً بالجفافِ والقَحط، ترفعُ أكُفَّها إلى السماء، طالبةً ربَّ العالَمِين بِهُطُولِ الأمطار..
وفي نفسِ الوَقت، تَنطلقُ طائراتٌ مُحَمّلةٌ بمَوادّ كيماوية، وتَرُشُّها على الغُيوم، من أجلِ استِحلابِ السحاب، وسَقيِ الأرضِ، في مُواجهةٍ لِمَظاهِر الجَفاف..

■ ضرورةُ التّنسِيقِ الدّولي..
إنّ انعِدامَ "الكِفايةِ منَ  التّنسِيقِ والتّعاوُن، على الصعيدِ العالَمي"، تَتَسبّبُ في مَزيدٍ من الخَلَلٍ البيئي، وفي حُدوثِ القَحطِ بين حينٍ وآخَر، في مَناطقَ منَ الكُرةِ الأرضيّة..
▪︎وفي بَلدِنا مُشكِلٌ هو السببُ الرئيسيّ في خَلَلِنا البيئي: اللامُبالاةُ بالتّشجير.. والنتيجة: الغاباتُ تتَراجعُ بشكل مُستمِرّ، والمِساحاتُ الغابَوِيّةُ تتَقَلّصُ أكثرَ فأكثر، وعامًا بعد آخَر..
وقَبْلَ "الزمنِ الاستِعماري" كان بلدُنا غاباتٍ في كلّ مكان.. واليوم، أصبَحنا بدُونِ كِفايةٍ غابَويّة، وكِفايةٍ نَباتيّة.. لقد انقَرَضََت كثيرٌ من نَباتَاتِنا، ومَعها حَيواناتٌ وطيُورٌ وفَرَاشَاتٌ مِنها النّحلُ العَسَلِيّ..
▪︎وفي غيابِ سياسةٍ تَشجِيريّةٍ قابلةٍ للتّنفِيذ، وفي أجواءِ اكتِساحِ العَقارِ للمَناطِقِ الخَضراء، أصبَحنا عُرضةً لقِلّةِ الأمطار، وعُرضةً للجفاف..
ونتيجةً لهذا التّفريطِ في الاخضِرار، يتَمَدُّدُ الجفاف.. ويَكتَسِحُ أرضَنا أكثرَ فأكثَر..
▪︎وأيُّ بلدٍ يُفرّطُ في التّشجِير، وتُحرَقُ فيه غابات، يَجلُبُ على نَفسِه القَحط، ويُهدّدُ أرضَهُ بمَزيدِ من السّنواتِ العِجاف..
ونحنُ قد فَرّطْنا في الكفايةِ منَ التّشجير، وطبيعيٌّ أن تَبتَعِدَ عنّا السّحاباتُ المُمطِرة..

■ الأشجارُ تَجلُبُ الأمطارَ المُنتظِمة، وتصنعُ فُصُولَ السّنة، فيكُونُ الشّتاءُ شِتاءًا، والربيعُ في وقتِه، والصيفُ هو الصيف، والخريفُ هو الخريف..
وبِإهمالِنا، تحوّلت سياسةُ التّشجير إلى تكريس لِسياسةِ الجفاف..
وتجفيفُ الفِكرِ هو ما تَنهجُه أحزابُنا وحكوماتُنا ونُخبتُنا السياسيةُ والاقتصاديةُ والثقافية، وتُحَوّلُ أراضِي بلادِنا إلى رِيع، وإلى مزيدٍ من التّفقِير..
وهذه حصِيلةُ سياساتِنا الغابويّة..
وبإيجاز، السماءُ تُنتِجُ الجفافَ على كلّ بلدٍ مُهمِلٍ للتّشجِير..
إنّنا مُهدَّدُون بسَنواتٍ عِجاف، ولِنَفسِ السّبب..
▪︎والحَياةُ البشريةُ هي الأخرى مُهدَّدةٌ بالانقِراض..
ومن مُؤشّراتِ ذلك، اختِفاءُ الكفايةِ من النَّحل..
النّحلُ العَسَلِي في تراجُع..
وحياةُ الإنسانِ مُرتبطةٌ بحياةِ النَّحْل..
قال الفيزيائي إينْشتَايَن: "إذا اختَفَى النّحلُ مِن كَوكبِ الأرض، فلن تَبقَى للإنسانِ إلاّ سنواتٌ قليلةٌ للاختِفاءِ بَعدَه".. 
وإذا انتهَى النّبات، انتهَى الحَيَوان، ثم يَنتهِي الإنسان..
وهذه من استِنتاجاتِ الفيزيائيّ الكبير..
حياةُ البَشرِ مَدِينَةٌ لوُجُودِ النّحلِ العسّال.. لماذا؟ لأنّ النّحلَ أهَمُّ مُلَقِّحٍ للنّباتاتِ الغَذائيةِ في العالَم..

■ استِمْطَارُ السّحاب..
تِقنياتُ تَطوّرَت كثِيرًا في عالَمِ اليَوم، وأصبَحت مِقياسًا للتّألُّقِ في الصّفُوفِ الأُولَى..
وهذه التّقنيّاتُ لها إيجابياتٌ وسَلبيات..
وكُلُّها تُثبتُ مدى التّحكُّمَ العِلْمِي في استِمْطَارِ السّحاب، وفي توجِيهِ هذه التّقنيّات السَّحابيّة، لدرجةِ أنها مُؤهّلةٌ لإغناءِ بلد، أو تفقيرِ بلد، من خلالِ حِمايةِ أو قَرصَنةِ هذه السّحابة أو تلك، في سياقِ "حُروبِ المَصالح" المائيةِ والغَذائية..
▪︎وقد سبقَ لكاتبِ هذه السّطُور أن كتب عام 1985، في جنس "الخيال العِلمي"، عن "قَرصَنةِ السُّحُب"، في مَجمُوعتِهِ القَصَصيّةِ الأولى: "غَدًا"..
وما كان بالأمسِ خَيالاً، أصبحَ اليوم واقِعًا مَلمُوسًا تقُودُهُ حُروبٌ عِلميّةٌ من أجلِ التّحكُّم في ثَرواتٍ مائيةٍ سابحةٍ في الأجواء، على مَتنِ السُّحُب..

■ وبِلادُنا سائرةٌ في اتّجاهِ تَطويرِ تِقنياتِنا الاستِمْطاريّة، ومِن ثَمّةَ جَعلِ"عِلْمِ الاستِمْطار" منَ العُلومِ الرئيسيّة في مَدارسِنا التّكنُولوجية..
وهذه خُطواتٌ مُهمّةٌ نَسِيرُ بها مع عُلمائنا في اتّجاهِ انتِقاءِ المَوادّ الكيماويةِ التي تُفيدُ ولا تَضُرّ، وليست لها أيةُ مُضاعفاتٍ سَلبيةٍ على الصّحةِ العمُومية، لا لنا ولا لغيرِنا..
ولا نَقبلُ مُشاحَناتٍ على السّحاب!
▪︎وعلى "المُنتَظَمِ الدّولي" سَنَّ قوانينَ جدِيدةٍ لِحظْرِ تَسليحِ السُّحُبِ ضدّ حقُوقِ الإنسانِ والبيئةِ الطبيعية..
هذا مَشرُوعٌ يَهدفُ إلى إقرارِ "السّلامِ العالَمِيّ بينَ السُّحُب".. ومن أجلِ الحياةِ في السُّحُب..
إنهُ يُشكّلُ حمايةً دوليةً "للسّحابِ العالَمِي" الذي أصبَحَ مُستَهدَفًا من قِبَلِ قَراصِنَةِ السّحاب.. وسَماسِرَةِ السّحاب..
وغيرُ مَقبُولٍ أن يُقحَمَ السحابُ في مشاريعِ "حُرُوبٍ بيئية"..

■ إنّ الحياةَ غيرُ موجُودةٍ فقط، في أعماق الأرض، أو على سَطحِها.. هي أيضًا في الأجواء، مع الطّيُورُ المُهاجِرة، وفي سَحاباتِ العالَم..
السحابُ قد أصبحَ يدُقُّ الطُّبُول..
و"مَخاطِرُ الغَد" تلُوحُ منَ السّحاب..
وإلى حُكماءِ بِلادِنا، الاقتِراحُ التالي: إنشاءُ "مَجلِس حُقُوقِ السَّحاب".. وهَدَفُه: اقتِراحُ قانُونٍ دوليّ، لحظرِ سُوءِ استِخدامٍ أيةِ سَحابةٍ سابِحةٍ تحت غِلافِنا الجَوّي..
وسيَكُونُ هذا في صالحِنا، وفي خِدمةِ كُلّ الإنسانيّة!

[email protected]

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...