اسكتلندا تكشف "سكيزوفرينيا" مواقف إسبانيا من قضية الإنفصال بالمغرب

 اسكتلندا تكشف "سكيزوفرينيا" مواقف إسبانيا من قضية الإنفصال بالمغرب
الصحيفة - محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 11 ماي 2021 - 18:28

كشفت الأحداث الأخيرة المرتبطة بتوتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا، عن "سكيزوفرينيا" وازدواجية المواقف الإسبانية من قضية الصحراء المغربية، باستقبالها لزعيم الحركة الإنفصالية "البوليساريو"، إبراهيم غالي، في حين ترفض أي تحرك لزعماء كطالونيا المطالبين بالإنفصال عن إسبانيا.

وفي الوقت الذي دعم المغرب إسبانيا في وحدتها الترابية رافضا أي مساندة للطرح الإنفصالي الكطالوني، كانت إسبانيا محايدة بشكل سلبي مع المغرب في قضية الصحراء، قبل أن تكشف الخطوة الأخيرة بقبولها لاحتضان زعيم البوليساريو، أنها أقرب إلى العداء للمغرب من الحياد.

ويُرتقب أن تتكشف هذه الازدواجية الإسبانية بشكل أكبر وأكثر سطوعا في مقبل الأيام والأسابيع، بعد إعلان الوزيرة الأولى الأسكتلندية، نيكولا ستورجيون، عن مطلب إعادة الاستفتاء في اسكتلندا لتحديد مصير البلاد، للتصويت على استقلال اسكتلندا من التبعية لبريطانيا أو البقاء تحت التاج البريطاني.

ووفق ما أوردته صحيفة "إكسبريس" البريطانية، في تقرير نشرته أمس الإثنين، فإن هذه الخطوة الأسكتلندية الجديدة، تثير غضب وقلق مدريد، خاصة أن اسكتلندا تعتزم في حالة الاستقلال عن بريطانيا الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يعيد مطالب كطالونيا بالإنفصال عن إسبانيا والإنضمام كدولة أوروبية مستقلة للاتحاد الأوروبي على خطى اسكتلندا.

وحسب ذات المصدر، فإن إسبانيا تخشى أن يتم التصويت خلال الاستفتاء على الاستقلال الأسكتلندي والاعتراف به دون الرجوع إلى بريطانيا والحصول على موافقتها القانونية، وبالتالي فإن مدريد ستسعى أن يُجرى الاستفتاء وفق القانون البريطاني، الذي سيقرر في النهاية هل يُسمح لاسكتلندا بالاستقلال أم لا.

وتهدف إسبانيا من خلال الحصول على هذه الضمانات، أنه في حالة إذا قرر الكطالونيون القيام بنفس الخطوة الأسكتلندية، أن يحصلوا على الاعتراف والموافقة القانونية من إسبانيا، وبالتالي تضمن مدريد أن القرار في الأول والأخير أن يكون في يدها، وهو ما سيجعل استقلال كطالونيا والاعتراف به أمرا شبه مستحيل.

وتُظهر ردود الفعل الإسبانية هذه، تحركاتها الحثيثة لـ"قمع" أي خطوة قد تساعد الكطالونيين على إحياء مطلبهم بالإنفصال عن إسبانيا، في الوقت الذي تظهر مواقفها مع المغرب، معاكسة لذلك، وهو ما يُعتبر ازدواجية في المواقف، وهي الإزدواجية التي يبدو أن المغرب لم يعد يقبل بها.

ويتضح هذا المعطى في البلاغين الأخيرين الصادرين عن وزارة الخارجية المغربية، حيث طلب المغرب رسميا من إسبانيا توضيح مواقفها من قضية زعيم البوليساريو، وبشكل أكبر، توضيح مواقفها مع المغرب في قضاياه الأساسية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لازال المغرب ينتظره من إسبانيا إلى حد الآن.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...