اعتبرتها غير مُجدية.. الإمارات تجند إعلامها لإجهاض مباحثات بوزنيقة بين الليبيين

 اعتبرتها غير مُجدية.. الإمارات تجند إعلامها لإجهاض مباحثات بوزنيقة بين الليبيين
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 7 شتنبر 2020 - 12:27

إصرار كبير أبدته وسال الإعلام التابعة للإمارات العربية المتحدة طيلة يوم أمس الأحد على إظهار الحوار الليبي بين المجلس الأعلى للدولة في طرابلس ومجلس النواب في طبرق اللذان اجتمع ممثلوهما بمدينة بوزنيقة، في مظهر المبادرات المحكوم عليها مسبقا بالفشل، الأمر الذي بدا مُعاكسا للتفاؤل الصادر عن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا عن طرفي الحوار.

ومضت تقارير قنوات وصحف إماراتية في الاتجاه المعاكس للخطاب الصادر عن الدبلوماسية المغربية الذي يرى في لقاء بوزنيقة تتمة للعديد من الخطوات الإيجابية السابقة لرأب الصدع بين طرفي النزاع في ليبيا وخاصة إعلان وقف إطلاق النار، حيث حكمت صحيفة "الخليج" الإماراتية وقناة "العربية" الموجود مقرها في دبي، مثلا، على مبادرة الرباط بالفشل حتى قبل أن تبدأ عمليا، بإعلانهما أن الحوار "عُرقل" بزعم وجود سفيرين ليبيين في الرباط.

وعبر نشراتها روجت القناة تارة إلى "عدم جدوى" الحوار المقام بالمغرب، كما جاء على لسان عز الدين عقيل الذي منحته صفته "محلل سياسي"، ليجزم بأن ما سيتمخض عن هذه المباحثات هو إنشاء "حكومة جديدة خاضعة للميليشيات" على حد توصيفه، وتارة أخرى قللت من شأن هذه الخطوة باعتبارها "أقرب إلى جس نبض قبل مباحثات جنيف"، مُستدلة على ذلك بما زعمت أنه "غياب لقيادات الصف الأول عن الاجتماع".

وركزت منابر أخرى تابعة لأبو ظبي على أن هذه الخطوة "مرفوضة من الشارع الليبي" وتحديدا مما أسمته "حراك طرابلس"، كما كان عليه الشأن بالنسبة لقناة "سكاي نيوز عربية"، التي أفردت مساحات واسعة لهذا "الحراك" باعتباره "معارضا لحكومة الوفاق وللتدخل الأجنبي"، لتخلص إلى أن لقاء بوزنيقة "يرفضه حراك طرابلس كونه محاولة لإحياء اتفاق الصخيرات الذي لا يلقى قبولا عند الشارع المنتفض"، حسب ما جاء في إحدى نشراتها.

ويعاكس توجه الإعلام الإماراتي نبرة التفاؤل التي عبر عنها أمس بوريطة خلال الجلسة الافتتاحية للمحادثات التي ستستمر اليوم الاثنين، حيث اعتبر أن "الدينامية الإيجابية المسجلة مؤخرا والمتمثلة في وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات من الفرقاء الليبيين، يمكن أن تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية"، مبرزا أن المغرب "لا يعتبر الملف الليبي قضية دبلوماسية أو قضية تجاذبات سياسية، بل هو ملف يرتبط ببلد مغاربي شقيق".

ولم يصدر عن طرفي الحوار، اللذان يمثلان أيضا طرفي النزاع في ليبيا، ما يشي بأن المحادثات تسير نحو الفشل، بل إنهما تحدثتا في تصريح مشترك نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية عن "المناخ الأخوي الملائم الذي وفرته المملكة المغربية، والذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصل إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من شأنه رفع المعاناة على الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة المستقرة".

وكان المغرب قد استطاع تحقيق مكاسب دبلوماسية كبيرة في الملف الليبي اتضحت معالمها بلقاء بوريطة بشكل منفصل بكل من رئيس مجلس الدولة خالد المشري ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح بالرباط أواخر يوليوز الماضي، لكنه ظل يشدد على أنه "ليست له أجندة ولا مبادرة ولا مسار، ولم يقبل أبدا أن يختار بين الليبيين"، كما جاء في كلمة وزير الشؤون الخارجية أمس تأكيدا على موقف المملكة المعبر عنه في محطات سابقة.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...