الأفارقة يفرضون الواقع على الجزائر والبوليساريو.. أكثر من 16 دولة تفتح قنصلياتها بجنوب المغرب

 الأفارقة يفرضون الواقع على الجزائر والبوليساريو.. أكثر من 16 دولة تفتح قنصلياتها بجنوب المغرب
الصحيفة – بديع الحمداني
الأربعاء 28 أكتوبر 2020 - 12:00

عاد المغرب مجددا ليقود المرحلة الثانية من فتح وتدشين قنصليات عدد من البلدان العالمية، وبالخصوص الإفريقية، لفتح مقرات قنصلياتها وسفاراتها في الجنوب المغربي، وبالضبط في مدينتي الداخلة والعيون، في إطار مساعيه المتواصلة لتأكيد وحدة ترابه.

وحسب متتبعين لهذه المجهودات التي يقوم بها المغرب، فإن المرحلة الثانية من فتح قنصليات بلدان أجنبية في الصحراء المغربية، لم تلقى هذه المرة ردود أفعال قوية  و"متشنجة" من طرف الجزائر وجبهة البوليساريو، مثلما حدث في في المرحلة الأولى، وهو ما يدفع بالعديد من متتبعي هذه القضية إلى التكهن بأن الجزائر وجبهة البوليساريو لم يعودا قادرين على الوقوف أمام التقدم المغربي المتواصل في قضية الصحراء.

وكانت الجزائر – ومعها طبعا جبهة البوليساريو- قد عبرت عن مواقف صريحة وعلانية ضد فتح عدد من البلدان الإفريقية لمقرات قنصلياتها في جنوب المغرب في الشهور الماضية، كما أنها عارضت بشدة تنظيم فعاليات رياضية في جنوب المغرب، وقامت بسحب منتخبها من المشاركة في كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعات الذي نُظم في مدينة العيون بين يناير وفبراير الماضيين.

ويبدو هذه المرة، وكأن البلدان الإفريقية التي قررت فتح قنصلياتها في جنوب المغرب، قد فرضت الأمر الواقع على الجزائر ومعها البوليساريو، ولم يعد أمامها من خيار سوى أن تحترم إرادة هذه البلدان، خاصة أن الجزائر لا ترغب في "التأثير" على علاقاتها مع هذه البلدان من جهة، ومن جهة أخرى فإن أعداد البلدان يُعبتر كبيرا ومؤثرا لا يمكن للجزائر أن تعارض إراداتها جميعها.

وفاق عدد البلدان الإفريقية التي فتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية في الشهور الماضية أكثر من 14 بلدا، وأبرزها بوركينا فاصو، وساحل العاج، وغينيا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، وجزر القمر، وغامبيا، والغابون، والدجيبوتي، وبوروندي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيريا، وساوتومي اند برنسيبي، وزامبيا... وهي بلدات تنضاف إلى بلدان أخرى فتحت قنصلياتها في جنوب المغرب مثل السينغال والتشاد.

ويُعتبر فتح قنصليات البلدان الأجنبية في جنوب المغرب، هو اعتراف صريح بمغربية هذه المنطقة، رغم "التشويش" الذي تقوم جبهة البوليساريو لإعطاء الانطباع بأن جنوب المغرب، هو منطقة محتلة من طرف السلطات المغربية، في حين أن التاريخ والجغرافيا تؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزا من المغرب.

ويشيد عدد من المتتبعين لقضية الصحراء، بالمستوى الديبلوماسي الرفيع الذي تنهجه وزارة الخارجية المغربية، في مساعيها لتأكيد مغربية الصحراء، بعيدا عن الأساليب العنيفة والمواجهات العسكرية التي قد تُدخل المنطقة ككل في مرحلة من خطيرة من التهديدات وعدم الاستقرار.

 هذا، ويرى متتبعون من المغرب والجزائر، أن مشكلة الصحراء يُمكن أن تُحل بين البلدين بإنهاء الجزائر لدعمها للبوليساريو وتراجع الأخيرة عن "أحلامها" وقبول الحل المغربي المتعلق بالحكم الذاتي، لما في ذلك مصلحة المنطقة ككل.

وتبقى الروابط، وفق ذات المتتبعين، الدينية واللغوية والثقافية والتاريخية بين المغرب والجزائر متعددة ومتينة، وبإزالة "مشكلة البوليساريو" بحل سلمي وتوافقي، بين البلدين يمكن أن تنتعش هذه الراوبط لتعود المياه إلى مجاريها بين الجارين لما في ذلك من مصلحة للشعبين معا.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...