الإماراتيون يقتحمون سوق المواد البترولية بالمغرب تحت عباءة إسبانية

 الإماراتيون يقتحمون سوق المواد البترولية بالمغرب تحت عباءة إسبانية
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأربعاء 1 يوليوز 2020 - 12:08

وضعت الإمارات، رسميا، أقدامها في قطاع تصنيع المنتجات البترولية في المغرب، وذلك من خلال عملاق المحروقات الإسباني "سيبسا" الذي تملك مجوعة "مبادلة" المملوكة لحكومة أبو ظبي نحو ثلثي حصته، حيث تمكنت هذه الشركة من اقتناء 40 في المائة من حصص شركتي "سوريكسي" و"بيتولايف" المملوكتين لمجموعة "Madjaline Holding".

وأعلنت "سيبسا" رسميا، أمس الثلاثاء، إتمامها هذه الصفقة التي ستمكنها من "تعزيز مكانتها كواحدة من أهم شركات الطاقة بالمغرب"، وفق ما نقلته عنها وسائل إعلام إسبانية، بل إن المدير المكلف بالنمو التجاري والاستراتيجي بالشركة، بيير إيف ساشي، وصف الصفقة بأنها إحدى "معالم سنة 2020"، مشيرا إلى أنها تمثل "خطوة جديد لمواصلة توسع أعمالنا التجارية بعد 30 عاما من الحضور بالمغرب".

ولا يتعلق الأمر باستثمار إسباني كما يبدو ذلك من خلال اسم الشركة، على الرغم من أن أبرز مناصب الإدارة بها لا يزال يشغلها إسبان بما في ذلك الرئيس التنفيذي، لأن مجموعة "مبادلة" الإماراتية القابضة تملك 63 في المائة من الشركة، وهذه المجموعة مملوكة بالكامل لحكومة أبو ظبي وتخضع لإشراف مباشر لحكام هذه الإمارة.

والرئيس التنفيذي لـ"مبادلة" ليس سوى خلدون بن خليفة المبارك، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ورجل ثقة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان شقيق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب مجموعة "سيتي" لكرة القدم المالكة لعدة أندية عبر العالم أبرزها "مانشستر سيتي" الإنجليزي، هذا الأخير الذي يرأس المبارك مجلسه الإداري.

وبالعودة إلى الشركتين اللتان أصبحت "سيبسا" مساهمًا فيهما، يتضح أن "سوريكسي" التي أنشئت برأسمال يتجاوز 10 ملايين درهم والتي يوجد مقرها في الدار البيضاء، تعمل في مجال تصنيع وتجارة الزيوت البترولية ومنتجات القطران المستخدمة في البناء، في حين أن "بيتولايف" الموجود مقرها أيضا بالعاصمة الاقتصادية، والتي بلغ رأسمال إنشائها أكثر من 14 مليون درهم، تعمل في مجال تصنيع الإسفلت وأغطية عزل المياه.

ولدى "سوريكسي" خبرة في مجال المنتجات المشتقة من النفط تتجاوز 90 عاما، وتملك مصانع في كل من الدار البيضاء والناظور وأكادير، كما أنها تملك أسطولا لنقل البضائع مكون من 30 شاحنة، في حين أن "بيتولايف" توجد في السوق المغربي منذ عقدين من الزمن وتستطيع تصنيع عازلات المياه من الجيلين الأول والثاني والتي توجه للاستعمال الداخلي وأيضا للتصدير، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 30 مليون متر مربع.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تقتحم فيها "مبادلة" الإماراتية السوق المغربي عن طريق "سيبسا"، ففي أكتوبر من العام الماضي دخلت مجال المحروقات عن طريق استثمار مشترك بقيمة 120 مليون أورو يجمعها مناصفة بهولدينغ آل الدرهم من أجل افتتاح 100 محطة في غضون 5 سنوات.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...