"البسيج" يؤكد أن الخلية التي قتلت شرطيا ومثلت بجثته اعتمدت "تكتيكا إرهابيا" وكانت تخطط لأمور خطيرة

 "البسيج" يؤكد أن الخلية التي قتلت شرطيا ومثلت بجثته اعتمدت "تكتيكا إرهابيا" وكانت تخطط لأمور خطيرة
الصحيفة من الرباط
الجمعة 17 مارس 2023 - 16:36

للمرة الأولى منذ جريمة شمهروش التي كان مسرحها قرية إمليل بنواحي مراكش، والتي راحت ضحيتها سائحتان دنماركية ونرويجية في 18 دجنبر 2018، يبدو أن المغرب تعرض مرة أخرى لضربة إرهابية، كان ضحيتها الشرطي الذي وُجدت جُثته متفحمة في منطقة الرحمة بحد السوالم، حيث أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن التحقيق في هذه القضية كشف عن اعتماد أعضاء الخلية المتورطة لـ"تكتيكات إرهابية".

ووفق الشرقاوي، الذي كان يتحدث اليوم الجمعة بمقر "البسيج" بسلا، فإن فرضية العمل الإرهابي كانت مطروجة، لكن لم يكن من الممكن تأكيدها إلا بعض الوصول إلى المشتبه فيهم، ويتعلق الأمر بالأشخاص الثلاثة الذين تم اعتقالهم مؤخرا، وأضاف أن الأمر يتعلق بموالين بتنظيم "داعش" الذين قاموا بقتل شرطي المرور والسطو على سلاحه الوظيفي وأصفاده بغرض استخدامها في عمليات خطيرة كانوا يخططون لها.

وتحدث المسؤل الأمني عن "مخطط إرهابي" كان عناصر هذه الخلية ينوون تنفيذه، من بين محطاته السطو المسلح على وكالة بنكية حددوا موقعها بالفعل، مبرزا أن الأمر يتعلق بمجموعة يقودها شخص يوصف بـ"الأمير" يبلغ من العمر 31 سنة، وهو الذي نفذ جريمة قتل شرطي الرحمة والتمثيل بجثته إلى جانب شخص آخر يبلغ من العمر 37 عاما، في حين قام مشتبه فيه ثالث بإخفاء معالم الجريمة.

والمثير في الأمر أيضا، وفق تصريحات الشرقاوي، هو أن أعضاء الخلية ذوو مستوى دراسي منخفض، حيث لا يتجاوزون المستوى الإعدادي، ومن بينهم أميون لم يسبق لهم ولوج المدرسة، وكانوا يرغبون في الالتحاق بعناصر تنظيم "داعش" في منطقة الساحل، لكنهم عجزوا عن ذلك بسبب نقص التمويل، علما أنهم لم يتطرفوا إلا قبل شهر ونصف وأحدهم له سوابق عدلية في حيازة المخدرات والسرقة ويبلغ من العمر 50 عاما.

وقادت التحقيقات إلى توقيف المعنيين والوصول إلى السلاح الوظيفي للشرطة والأصفاد، بعد أن خبأهما المشتبه فيهم في محل يحتوي على عدة خاصة بنجارة الأليمينيوم، علما أن المسدس لم يتم استعماله بعد السطو عليه وكانوا في الوقت نفسه يخططون للهجوم على المؤسسة البنكية التي تم رصدهم وهم يحومون حولها خلال الأيام الماضية.

ووفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني صدر أول أمس الأربعاء، فإن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، بتنسيق وثيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت من توقيف ثلاثة متطرفين موالين لتنظيم "داعش الإرهابي"، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي، والتي كان ضحيتها شرطي أثناء مزاولته لمهامه.

وذكر البلاغ أن العمليات الأمنية، التي باشرتها الفرق الجهوية للتدخلات بتأطير من ضباط الشرطة القضائية المكلفين بالبحث، أسفرت عن توقيف المشتبه فيهما الرئيسيين في عمليات متزامنة بكل من مدينة الدار البيضاء وبمنطقة "سيدي حرازم" ضواحي مدينة فاس، قبل أن يتم توقيف المشتبه فيه الثالث في عملية لاحقة بمدينة الدار البيضاء.

وأشارت المعلومات الأولية للبحث إلى أن المشتبه فيهم أعلنوا مؤخرا "الولاء" للأمير المزعوم للتنظيم الإرهابي "داعش"، وصمموا العزم على الانخراط في مشروع إرهابي محلي بغرض المساس الخطير بالنظام العام، حيث قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، لغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكية، تم تحديد مكانها مسبقا والاتفاق على طريقة اقتحامها، وذلك بغرض تحصيل العائدات المالية لهذا الفعل الإجرامي.

وأضاف المصدر ذاته أن الأبحاث والتحريات المنجزة أكدت إلى غاية هذه المرحلة من البحث، أن المشتبه فيهما الأول والثاني هما من تكلفا بالتنفيذ المادي لجريمة القتل العمد والتمثيل بجثة الشرطي الضحية، بعدما تربصا به في مكان اشتغاله بمدارة طرقية في حصة عمله الليلي، وقاما بتعريضه لاعتداءات جسدية بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يعمدا إلى سرقة سيارته الخاصة وسلاحه الوظيفي وإضرام النار في جثته بمنطقة قروية، وقاما بالتنسيق مع المشتبه فيه الثالث، والذي يحمل نفس المخططات المتطرفة، وذلك لتغيير معالم الجريمة وطمس الأدلة من خلال إضرام النار عمدا في السيارة الخاصة بالشرطي الضحية.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...