البَحثُ عن السّلام!

 البَحثُ عن السّلام!
أحمد إفزارن
السبت 26 مارس 2022 - 15:56

■ الإنسانيةُ في بَحثٍ عن سَلامٍ دائم..
أين هو "السّلامُ العالَمِيّ"؟ العالَمُ إلى اليَوم في حَيرةٍ كُبرى.. أسبابُ السّلمِ واللاّسِلْمِ ما زالَت على حالِها.. تمامًا كما كانت… العُنفُ البَشَرِي لم يَتغيّر، وكذا العُدوَانيةُ بينَ بنِي البشر، وأيضًا تِجارةُ الأسلِحَة…
ودُوّلٌ تشُنُّ الحُروبَ المُباغِتَةَ على بَعضِها، ناهِيكَ عن تَقلِيدٍ قديمٍ هو قَطعُ الطُّرُق، وشَنُّ الغَزَوَات، والاعتِداءاتِ القبَليّة، والإيديُولوجيّة، والعَقائديّة، والتّحالُفيّة…
والبَحثُ عَنِ انتِصارات، ولو نِسبِيّة…
▪︎الحُرُوبُ في العالَم لا تتَوَقّف، رَغمَ اندِلاعِ حَربيْن عالمِيّتين، ورَغمَ تهديداتٍ بِشَنّ حُرُوبٍ بيُولوجيّة، وتَبادُلٍ للرّشْقِ النّوَوِي..
وفي الأفُقِ الجُنُونِي، مَشاريعُ اقتِتَالاتٍ لا تكشِفُ عن أسرارِها..
العالَمُ لم يَتَغيّر.. ما زالَت تُدِيرُهُ نَفسُ التّصَوُّرات..
إيديُولوجيّاتٌ قد اهتَرَأَت.. وَهِيّ على حالِها.. هَبلاَء، كما كانت..
▪︎جُنُونُ العَظَمَة، يَحْكُمُ قارّات..
الإيديُولوجيّاتُ المُتحَكّمةُ في العالَم، لا تَقبَلُ التّعايُش الدّينِي، والإيديُولوجيّ، وحقَّ الاختِلاف، والتّسامُح، والتّضامُن، والتّفاهُم، والتّنميّةَ المُستَدامَة…
▪︎وأيُّ مَوقِعٍ للسّلامِ في العالَم؟
إنّ السّلامَ العالمِيّ في وَرطة..
والمُجتَمعَ العالميّ لا يَدرِي أيَّ طريقٍ يَسلُكُ لإنهاءِ نِزاعاتٍ مَحلّيةٍ وإقليميةٍ وعالميّة..
هل أصبَحنا ندُورُ في حَلقةٍ مُفرَغة؟
ألَم يعُد أمامَ البَشريةِ أيُّ أُفُق؟
هل انغَلقَت أمامَ حُكَماءِ العالَمِ أبوَابُ الحُرّيةِ والسّعادة، بينَ الشّعُوب والأمَم، على كَوكَبِ الأرض؟

■ فراغٌ رُوحِيٌّ في الأُسرَةِ البَشريّة..
أليس هذا سبَبًا مُقنِعًا؟
وإذا لم يَكُن، أليس هناك سببٌ نفسانِيّ؟
أليست الحالةُ النفسانيةُ من الأسبابِ العميقةِ لِجَشَعِ القِتالِ والاقتِتَالِ في العالَم؟ مهمَا كانت الأسباب، كلُّ الحروبِ مرفُوضةٌ مَذمُومة..
ولعلّ الفراغَ الرُّوحِي في قمّةِ أولويّاتِ الحَوافزِ إلى شنّ الحُروب، أحيانًا بلا سبَب..
الفراغُ الرّوحي، وبكُلّ تأكيد، مُشكِلٌ كبير..
فراغُ الرُّوحِ قد عَجزَت الخطاباتُ الدّينيةُ بكُلّ اللُّغاتِ عن مَلْئِهِ في المَعابِدِ وَالمَدارِسِ والبرامِجِ السّمعيّةِ البصَريّة…
▪︎لقد كثُرَ الحديثُ عن الرّوح، ولكِنَّ العُمقَ الرّوحِيّ مَفقُود، أو شِبهُ مَفقُود، خاصّةً بالرّوحانيّاتِ في ارتباطِها بالحياةِ الاجتماعية..
العَالَمُ مُختَلِفٌ في رؤيتِهِ الإنسانيّة، مِن زاويةِ المرأةِ والرّجُل، ولا يُنظَرُ إليهِما بعَينِ الإنسانيةِ المُشترَكة..
▪︎إنّ كلّ واحدٍ مِنهُما إنسان، ويلتَقِي الرجُلُ والمرأةُ في كيّانٍ واحدٍ هو: الإنسانية..
ومنَ المَنظورِ الإنساني، هُما معًا كائنٌ واحِدٌ اسمُهُ: الإنسان..
وهذا واقِعٌ يُبعِدُ كلَّ واحِدٍ مِنهُما عن الآخَر، خاصةً في أوساطٍ لا تعترفُ بحُقوقِ المرأة..
وأكثَر من هذا، التّفريقُ بينَهُما هو أيضًا تفريقٌ رُوحٍي.. وكُلّما ابتعَدت الأرواحُ عن بعضِهِا، ازدادَ الشّرخُ اتّساعًا..
والمُشكلُ هُنا، هو مُشكلُ إنسانٍ مع إنسان..
وكلُّ ما يمَسُّ الجنسَ البَشَرِي، هو إضرارٌ بأيِّ مُجتَمعٍ إنساني، ويُشكّلُ في ذاتِه تَفرِقةً في الوحدةِ الرّوحيّة والإنسانية، وفي هذا يقفزُ إلى الواجهةِ الاختِلالُ في التّساوِي بين المرأةِ والرّجُل، في الحُقوقِ والواجِباتِ الإنسانية..
وأيُّ إضرارٍ بهذا التّساوِي، يُشكلُ تَفرِقةً بين كائنيْن هُما في الواقعٍ كائنٌ واحِدٌ يَنتمِي لمُجتمعِ واحد..
وعلى العكس من ذلك، أينما كانت الإنسانية، كانت الوَحدةُ الرّوحيةُ حاضرةً فاعِلةً وتُعتَبَرُ مِحورًا لأديانٍ روحيةٍ هي دينٌ واحد، وإيمانٌ بإلهٍ واحد، على كوكبٍ واحد..
■ وفي هذه الوَحدَةِ الدّينيّة، الرّابطةِ بين الأديانِ السّماوية، كلماتٌ تُحِيلُ على مَصدَرٍ إلهيّ واحِد..
والكلماتُ مِنها: الرُّوح، الإيمَان، الإنسَان، الحَياة، السّلاَم، ذَكَر، أُنثَى…
وهذه تُحيلُ على السّلامِ بين الناس، وفي مَجمُوعِ العالَم..
كما تُحِيلُ على الحُرّيةِ الفَرديّة، وعلى تهذيبِ الصّفاتِ الرّوحية لإيجابيةِ الإنسان، في تفاعُلهِ مع أساسيّاتِ احترامِ الطبيعة..
وماذا تعنِي الحُريةُ الفردية؟
تعنِي المسؤوليةَ التي تَجعلُ كلَّ فردٍ مسؤولاً عن حياتِه الخاصّة، وعن مَسارِه في الحياة.. ومسؤولاً عن عَقلانيةِ هذا المَسار الفَردِي، بعيدا عن التّعصّب والتّطرّف، وعن أنْ يكونَ التّدَيُّنُ مَصدرَ تنافُرٍ للعَقل..
وهذا يَستَوجبُ مجّانيةَ التّعليمِ العُمومي، والعدالةَ الاجتِماعية..
■ عِندَما لا تنسِجِمُ العلاقاتُ بين الكائناتِ الحَيّةِ في العالَم، لا مَعنَى لهذا إلاّ وجُودُ خلَلٍ يَحُولُ دُونَ تحقيقِ وحدةٍ في الحياة..
الحياةُ حتى وهي مُتنوّعةُ المَظاهِرِ والمَشارِب، لها جُذُورٌ مُوغِلةٌ تَجعَلُها مُتلاحِمَةً مُتَواصِلةً بينَ جُذُورِها وأغصانِها وامتِداداتِها إلى الأعماقِ والأعلَى..
وهذا التّلاحُمُ بين مُكوّناتِ الحياة، هو نَفسُه يَسقِي بالحياةِ امتِداداتِها الرّوحيّةِ والإيمانيةِ عبرَ شرايِينِ التّواصُلِ اللاّمُتَناهِي في الحياة..
ومن هذا المنظُور، يتقَوّى التّكامُلُ بين الرّوحِ والإيمانِ والأخلاقِ والذّكَرِ والأُنثَى، فتكُونُ الإنسانيةُ واحِدةً مُوحَّدَةً في مَرسَاهَا ومُجْرَاها..
وتتَقَوَّى شرايِينُ الحياة.. وتَمتَدُّ أجنحةُ السّلام..
■ السّلامُ لا يكُونُ إلاّ مع الانسِجام..
والانسِجامُ تَعايُشٌ بينَ مُكوّناتِ الحياة.. وتَسَاوٍ لجَناحَيْ النُّبلِ الإنسانِيّ، وهُما: المرأةٌ والرجُل..
▪︎بهِما تُحَلّقُ حَمامةُ الحياة، بسِلْمٍ وسَلاَم، في فضاءاتِ السّلامِ العالَمِيّ..
عِندَها، يكُونُ السّلامُ مُمكِنًا جِدًّا، لِسبَبٍ رئِيسِيّ هو أنّ الحَمامَ لا يُرَفرِفُ إلاّ بجَناحَيْن مُتَكامِلَيْن، مُتَشارِكَيْن، مُتَعاوِنَيْن..
اِثْنانِ في واحِد..
جنَاحَانِ لِطائِرٍ واحِد..
▪︎هو طائرُ السّلامِ العالَمِيّ!

[email protected]

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...