التقط صورا أمام التوابيت.. مركز الطب الشرعي يضع عمدة طنجة في مأزق

 التقط صورا أمام التوابيت.. مركز الطب الشرعي يضع عمدة طنجة في مأزق
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 18 أبريل 2020 - 20:30

وجدت جماعة طنجة نفسها في موقف محرج بعد إعلانها أمس الجمعة عن تجهيز وإعداد مركز الطب الشرعي الجديد في إطار التدابير الاستعجالية لمواجهة جائحة كورونا، وذلك بعدما اتهمت بـ"بث الرعب" في نفوس سكان المدينة، إثر ظهور العمدة محمد البشير العبدلاوي أمام مجموعة من التوابيت فيما ظهر الكاتب العام للجماعة أمام ثلاجات الموتى.

ووجدت الصور التي نشرها العبدلاوي، وهو أيضا برلماني بمجلس المستشارين، تفاعلا سلبيا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما تداول معلقون أن "الجماعة تستعد للكارثة"، على اعتبار أن حفر القبور وتجهيز التوابيت والأكفان وثلاجات الموتى "يشي باجتياح وباء كورونا للمدينة"، فيما انتقد آخرون الطريقة التي سوقت بها الجماعة نشاطها، مبرزين أن الظرفية الحالية تستدعي التركيز على ما يرفع معنويات المواطنين.

واضطرت الجماعة اليوم السبت إلى الخروج بتوضيح عبر موقعها الرسمي على لسان كل من عبد السلام العيدوني نائب رئيس جماعة طنجة المكلف بالإشراف على قطاع حفظ الصحة، والدكتور جمال بخات رئيس قسم حفظ الصحة والمحافظة على البيئة، للتأكيد على أن الأمر يتعلق "بتأهيل قسم حفظ الصحة في إطار صفقة تجهيز مركز الطب الشرعي بالتجهيزات الضرورية الاعتيادية للعمل ومن ضمنها التوابيت ووسائل أخرى"، مبرزة أن "لا علاقة لذلك بالتدابير الاحترازية التي تنهجها جماعة طنجة تحسبا لأي ارتفاع في عدد وفيات فيروس كورونا المستجد".

وأوضحت الجماعة أن الأمر يتعلق بصفقة سنوية اعتيادية قامت بها لتجهيز مركز الطب الشرعي، وأن الأمر يتعلق بـ"مشروع متكامل" سيشرع في تقديم خدماته قريبا، وأضافت أنه سيتم أيضا افتتاح جانب "المقبرة النموذجية" في إطار برنامج طنجة الكبرى، مبرزة أن تجهيز مستودع الأموات بمركز الطب الشرعي بالثلاجات تم في إطار اتفاقية شراكة جمعت بين جماعة طنجة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وبتمويل من مجلس الجهة.

أما فيما يخص التوابيت والحافظات والأكفان، فقالت الجماعة إن الأمر يتعلق "بمعدات تعمل كل سنة على توفيرها لتدبير عمليات دفن الموتي التي تتكفل بهم، وخاصة المعوزين والمتشردين وضحايا الهجرة السرية ومجهولي الهوية، وذلك وفق مساطر قانونية تتكفل بها مصلحة الطب الشرعي والنيابة العامة والتي يؤطرها قانون الطب الشرعي".

غير أن هذا "التوضيح" وضع الجماعة في مأزق جديد، إذ بالرجوع إلى بلاغها المنشور على موقعها الرسمي إلى حدود اللحظة، نجد أنها ربطت صراحة زيارة العمدة لمركز الطب الشرعي بـ"جهودها المتواصلة لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وتفعيلا لمختلف قواعد السلامة الموصى بها، وحرصا منها على اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاستعجالية".

وقالت الجماعة بعبارة لا تحتمل التأويل إن زيارة العمدة رفقة مجموعة من نوابه وبعض المسؤولين الجماعيين، "تندرج ضمن الخطة الاستعجالية التي تنهجها لمواجهة جائحة كوفيد 19 تحسبا لكل طارئ"، وأضافت أنه "من المرتقب افتتاح هذا المرفق الحيوي في غضون الأيام المقبلة"، مبرزة أن مركز الطب الشرعي "من المشاريع المهيكلة والنموذجية تعززت بها البنية التحتية بالمدينة والجهة، والذي ستتوفر فيه مواصفات عالية، من حيث المساحة والتجهيزات الضرورية لتقديم أحسن الخدمات".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...