"الجزائر مستهدفة".. ما الذي تخشاه الجزائر من استئناف المغرب للعلاقات مع إسرائيل؟

 "الجزائر مستهدفة".. ما الذي تخشاه الجزائر من استئناف المغرب للعلاقات مع إسرائيل؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 2 دجنبر 2021 - 22:45

تُبدي الجزائر منذ توقيع المغرب اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل، الكثير من المخاوف جراء هذا الاتفاق، وهي المخاوف التي لا تتناسب مع ما كان يُصرح به النظام الجزائري في السابق وفق ما سجله الكثير من الملاحظين، حيث كان النظام الجزائري يُعطي الانطباع على أنه قادر على مواجهة كافة المناورات الإسرائيلية على مختلف الأصعدة و أنه "قوة ضاربة" في المنطقة.

وبالرغم من أن المغرب، أكد عبر خطاب للملك محمد السادس في غشت الماضي قائلا: "أنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبداً من المغرب، كما لن یأتیكم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا"، وهو خطاب جاء بعد استئناف العلاقات مع إسرائيل لشهور طويلة، إلا أن حمى المخاوف الجزائرية لم تتوقف.

وقد زادت حدة المخاوف لدى النظام الجزائري، بعد توقيع المغرب وإسرائيل في الأيام الماضية مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الدفاعي والعسكري، وأطلق المسؤولون الجزائريون شعار "الجزائر مستهدفة"، دون أن يقدم هؤلاء المسؤولون أي توضيح بشأن ماهية ونوعية الاستهداف الموجه ضد الجزائر.

ولازال الإعلام الجزائري الرسمي وعدد من المحللين السياسيين الجزائريين المدافعين عن كل ما يصدر عن النظام، يرددون شعارات أن الجزائر صارت "مستهدفة" من قرار استئناف العلاقات بين إسرائيل والمغرب، وأن "المغرب يستقوي على الجزائر بإسرائيل"، لكن لا أحد يجيب عن سؤال "بماذا الجزائر مستهدفة؟"، لأنه لا يوجد جواب وفق ما يرى عدد من المتتبعين لقضية الخلافات بين المغرب والجزائر، وما هي إلا محاولات النظام الجزائري توجيه الأنظار عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية التي تعاني منها البلاد.

ويرى خبراء العلاقات الدولية، أن الاتفاقات الموقعة بين المغرب وإسرائيل، هي اتفاقيات لا تختلف عن الاتفاقيات التي تجمع بين عدد من البلدان في العالم، ومع ذلك لم يُسمع في أي جهة، أن بلدا ما يشتكي من تعرضه للاستهداف، فقط لأن بلد آخر وقع اتفاقا أمنيا أو ديبلوماسيا مع بلد آخر، وبالتالي فإن "الحالة الجزائرية" تبقى حالة استثنائية بكل المقاييس.

هذا، واستغرب الكثيرون ممن كانوا يستعمون إلى الخطابات الموصوفة بـ"العنترية" الصادرة عن عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الجزائريين في السابق الموجهة ضد إسرائيل، هذا الحالة التي تُشبه حالة "الرعب الشديد" لمجرد أن إسرائيل أصبح لها علاقات مع المغرب، فأين ذهبت "شجاعة" أولئك المسؤولين الجزائريين؟ يتساءل الجزائريون قبل غيرهم.

وبالعودة إلى دراسة تاريخ المغرب الممتد لقرون طويلة، فإن الأخير لم يُحول في أي حقبة زمنية أراضيه إلى ما يُشبه "قواعد" لأي بلد لاستهداف جيرانه، حتى لأعتى القوى العالمية، وبالتالي فإن استهداف إسرائيل للجزائر من المغرب، هو أمر لا يتقبله عقل ولا منطق وفق الكثير من المتتبعين، ولا يوجد أي دليل على ذلك أكثر مما جاء في خطاب الملك محمد السادس في غشت الماضي.

المتتبع للتحركات الأخيرة للنظام الجزائري، يخرج بأحد الاستنتاجين، إما أن النظام الجزائري "جبان" وقد ظهرت حقيقته جراء هذه المخاوف التي يرددها بعد استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، أو أن النظام يحاول أن يتخذ العلاقات الإسرائيلية المغربية، مطية لإبقاء الشعب بعيدا عن مشاكله الحقيقية وتوجيه الأنظار إلى جاره لإخفاء فساده.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...