الجمود الديبلوماسي بين الرباط ومدريد.. إسبانيا تُصرّ على الأقوال والمغرب ينتظر الأفعال

 الجمود الديبلوماسي بين الرباط ومدريد.. إسبانيا تُصرّ على الأقوال والمغرب ينتظر الأفعال
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 21 يناير 2022 - 19:45

بلغ صدى تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، أمس الخميس، الذي رد فيه على الدعوات الإسبانية لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين إلى طبيعتها السابقة، إلى الصحافة الإسبانية، التي تفاعلت بشكل كبير مع هذا التصريح، وأعتبرته الصحف الموالية لأصحاب القرار في مدريد، أن المغرب يرفض دعوة الملك الإسباني ومسؤولي الحكومة لاستئناف العلاقات الديبلوماسية.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في رده بخصوص دعوات إسبانيا لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى طبيعتها، ربط مصطفى بايتاس، هذا الأمر بـ"ضرورة الوضوح"، وهو ما فسرته جل الصحف الإسبانية، على أن المغرب ينتظر من إسبانيا أفعالا ملموسة بدل التركيز على الأقوال.

وفي الوقت الذي عنونت صحف إسبانية عديدة، بأن المغرب تجاهل دعوة الملك فيليبي السادس لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها السابقة وبدء مرحلة جديدة مؤسسة على الصلابة والمتانة في العلاقات، قالت صحف أخرى، أن المغرب كان موقفه واضحا منذ شهور بخصوص إسبانيا، وهو انتظاره لخطوة هامة من إسبانيا لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها بعد انتهاء الأزمة الديبلوماسية في غشت الماضي.

وأشارت العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية في هذا السياق، وعلى رأسها تقرير لصحيفة ABC الواسعة الانتشار في إسبانيا، أن الرباط تنتظر من مدريد اتخاذ خطوة ديبلوماسية كبيرة لصالح المملكة المغربية، وبالخصوص في قضية الصحراء، من أجل إعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين.

غير أن جل التقارير الإعلامية الإسبانية، ترى أنه يصعب على مدريد أن تتخذ في الوقت الراهن موقفا مغايرا لموقفها المعتاد في قضية الصحراء، والذي تدعو فيه إلى إيجاد حل للنزاع داخل أروقة الأمم المتحدة بما يرضي الأطراف المعنية، وهو الموقف الذي يراه المغرب يتعارض مع مصالحه خاصة أن الصحراء تبقى مغربية، وأن النزاع هو نزاع مفتعل من طرف الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وما يؤكد وضوح المغرب في هذا السياق، هو خطاب الملك محمد السادس الأخير في ذكرى المسيرة الخضراء في يونيو الماضي، الذي قال فيه بالحرف "كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية".

وتُعتبر إسبانيا من أكثر البلدان الأجنبية المستثمرة في الصحراء المغربية، وهو ما يجعلها داخل خانة البلدان ذات أصحاب "المواقف الغامضة والمزدوجة" حسب خطاب الملك محمد السادس، وبالتالي فإن إسبانيا يجدر بها، وفق عدد من المتتبعين، الخروج من هذه الدائرة والتعبير بشكل واضح عن موقفها من قضية الصحراء.

ويبدو المغرب هذه المرة أكثر إصرار على دفع البلدان التي يرتبط معها بعلاقات قوية ومتشعبة في مجالات مختلفة، إلى اتخاذ مواقف صريحة في قضية الصحراء، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر 2020، عندما أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...