الحضور البدني للاعبين المحليين.. عائق للاحتراف والرفع من القيمة التسويقية؟

 الحضور البدني للاعبين المحليين.. عائق للاحتراف والرفع من القيمة التسويقية؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 10 دجنبر 2019 - 10:30

 مع اقتراب كل فترة "ميركاتو" يتساءل الرأي العام الكروي المحلي عن الأسباب التي تجعل اللاعب "المحلي"، الممارس في البطولة المغربية، غير مؤهل إلى الاحتراف بأحد الدوريات الأوروبية، حيث أضحى الأمر نادرا أن يحدث، قياسا بما كان عليه الشأن قبل عشرين سنة.

الحضور البدني، من بين المعايير التي تتطلبها كرة القدم الحديثة، إلى جانب المهارة التقنية، كما أن اللاعب المتكامل ينبغي أن يستجيب لشروط معينة، تخص بنتيه الجسمانية، وهو ما ينقص جل الممارسين في البطولة الاحترافية المغربية، بالرغم من المؤهلات الكروية التي تزخر بها الملاعب المحلية.

ضعف بدني.. غياب الإرادة الحقيقية!

بالرغم من انتشار ظاهرة الصالات الرياضية لتقوية العضلات، والإقبال الكبير للشباب المغربي على "بناء الأجسام"، فإن جل لاعبي كرة القدم المحترفين المحترفين لا يفضلون تعزيز تحضيراتهم "الروتينية" بحصص إضافية، رغم توفر الإمكانيات أمامهم من أجل تطوير جانبهم البدني.

طرحنا الموضوع على أحد وكلاء اللاعبين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، الأخير أكد لـ"الصحيفة"، إنه لا يجد حرجا في تنبيه "موكليه" إلى ضرورة التمتع ببنية جسمانية لائقة من أجل الرفع من قيمتهم كلاعبين محترفين، سواء من حيث العطاء داخل أرضية الميدان أو كرقم تسويقي من أجل البحث عن عروض خارجية محترمة بالنسبة لبقية مسارهم الكروي.

المتحدث نفسه، اعتبر أن اللاعب "المحلي" لا يستوفي للمعاير المطلوبة في المستوى العال، بالرغم من قدرته على الانسجام معها بشكل جيد، حيث يكفي أن يتبع نظاما تدريبيا موازيا لذلك الذي يداوم عليه داخل ناديه، من أجل التمتع بصلابة أكبر و"فيزيونومية" لائقة للممارسة على أعلى مستوى، عوض الاكتفاء بالظهور المحلي والانتقال بعد ذلك إلى آفاق الدوريات الخليجية، كأقصى طموح ممكن.

القوة تغلب المهارة..

بقدر ما أثار تصريح البوسني وحيد خليلهودزيتش، حول مقارنته اللاعب "المحلي" باللاعب أشرف حكيمي، نجم فريق بروسيا دورتموند الألماني، (أثار) لغطا كبيرا، إلا أنه لامس مكامن الداء داخل المنظومة الكروية المحلية، رغم ما تزخر به الأخيرة من طاقات كروية ومواهب متعددة.

إلا أن الموهبة وحدها لا تكفي في منظومة كرة القدم الحديثة، حيث أضحت الأندية تستثمر في اللاعبين منذ سنهم الصغيرة، من أجل صقل تلك الموهبة بداخلهم، كما أن التأطير والتكوين أصبح يرتكز على "صناعة" اللاعب المحترف، بتوجيهه إلى السبل التي من شأنها أن تجعله لاعب كرة قدم يساوي ملايين اليورو.

في المغرب، هناك أسماء استطاعت أن تتميز بين نظراءها، لتصل إلى مستوى اللعب للمنتخب الوطني، إلا أنها لا تعمل على تطوير نفسها من أجل التطلع لآفاق كبرى، فمركز المدافع الأوسط، على سبيل المثال، لا يحتاج فقط للاعب طويل القامة ومهاري يستطيع إخراج الكرة بسلاسة، وإنما النزالات الثنائية وقطع الكرات العالية، يتطلب بنية جسمانية وعضلية قوية، وهو نفس الأمر بالنسبة لعديد التوظيفات داخل رقعة الميدان، حيث تحرم الكرة المغربية من أسماء عدة، تفضل أن توقف مؤشر تطورها عوض أن "تشتغل على نفسها"، كما نقول بالعامية المغربية.

عقلية اللاعب المغربي..

أضحى سقف طموحات اللاعب المغربي، الممارس محليا، يقتصر على الوصول إلى المنتخب "المحلي" والاحتراف في دوريات الخليج، من أجل ضمان "تقاعد" مريح عند سن الثلاثين، في الوقت الذي يرى البعض أن هذا الأخير قادر على أن يلعب على مستوى أفضلا ولا يقفه سهمه في بورصة اللاعبين تحت عتبة مليون يورو.

أمام هذه العقلية فإن الأندية المحلية تتجه نحو اللاعب القادم من إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يمتاز في الغالب ببنية جسمانية قوية، في الوقت الذي لا يختلف فيه هذا الأخير كثيرا على نظيره "المحلي" من حيث المؤهلات التقنية، هذه العملية تستنزف الخزينة ماديا وتضعف مجال التكوين كما تقلل من قيمة خريجي مدرسة الفريق، إذ تحرمهم من التدرج السليم والطبيعي في كرة القدم وطموح اللعب للفريق الأول.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...