الرئيس الإسرائيلي يعول على علاقات بلاده مع المغرب لبناء شرق أوسط "متجدد" يقدم حلولا في مجال الغذاء والصحة والطاقة
أطلق الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، خلال مشاركته في مؤتمر "دافوس" بسويسرا، دعوة لبناء "شرق أوسط متجدد يكون مركزا عالميا للحلول المستدامة في مجالات الغذاء والماء والصحة" بالإضافة إلى جعله فضاءً للشراكات في مجالي الطاقة والاستدامة، وهي الخطوة التي أبرز فيها أنه يعول على العلاقات التي بنتها الدولة العبرية مع المغرب لتفتح الباب أمام خطوات أخرى مماثلة تضم باقي الدول العربية.
وطرح هيرتسوغ، أول أمس الأربعاء، تصوره القائم "ليس فقط على بناء شرق أوسط جديد بل متجدد، على شكل تحالف إقليمي من أجل مستقبل مستقر ومستدام"، مبرزة أن الأمر يقوم على ابتكار وتصدير الحلول المتعلقة بالأمن الغذائي والمائي والمجال الطبي والطاقة المتجددة، وخاصة الشمسية منها إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا، لتصبح المنطقة مركزا عالميا لتلك الحلول، وهو الأمر الذي يقوم على شراكات بين إسرائيل وجيرانها العرب، مستحضرا تلك المُوَقعة مع المغرب ودول الخليج.
وقال الرئيس الإسرائيلي إن العلاقات التي جرى بناؤها في الفترة الأخيرة مع المغرب والبحرين والإمارات والسودان، إلى جانب عودة الدفء للعلاقات مع "الحليفين القديمين" مصر والأردن، تعد إجراءات لإعادة بناء الشرق الأوسط، وأضاف أن "رياح التعاون والحوار والتفاهم الدافئة بدأت تهب على المنطقة"، مركزا على أنشطة المنظمات غير الربحية والشركات والتبادل السياحي، التي قال إنها تؤكد التغيير الحاصل، مستحضرا أيضا عودة العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلى الواجهة.
وحاول هيرتسوغ جعل الشراكات الاقتصادية وذات الطابع التنموي، مُنطلقا لمزيد من العلاقات الدبلوماسية مع البلدان العربية، مبرزة أن طموحه يتجاوز صنع العلاقات الدبلوماسية بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل إلى إنشاء أنظمة دفاع بشكل تعاوني وإنشاء بنى تحتية مشتركة وتقديم تقنيات جديدة للعالم، مبرزا أن الأمر يشمل أيضا الفلسطينيين باعتباره "الجيران المباشرين" لإسرائيل، وهي الخطوات التي اعتبر أن من شأنها تمهيد الطريق لمزيد من السلام مع الدول العربية.
وعلى الرغم من أن النظام السياسي في إسرائيل برلماني تبقى فيه صلاحيات رئيس الدولة محدودة أمام صلاحيات رئيس الوزراء، إلا أنه في ظل هشاشة التحالف المُنتج للحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت، أخذ هرتسوغ على عاتقه أدوارا دبلوماسية واضحة، وأصبحت معالمها تبرز أكثر مؤخرا نتيجة العنف الممارس من طرف القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وخاصة أحداث المسجد الأقصى في رمضان وجريمة اغتيال الصحافية بشبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة.
