الرباط تأبى المصالحة قبل إعلان مدريد موقفا واضح من قضية الصحراء.. هل رفض المغرب "الضغط الناعم" للعاهل الإسباني؟

 الرباط تأبى المصالحة قبل إعلان مدريد موقفا واضح من قضية الصحراء.. هل رفض المغرب "الضغط الناعم" للعاهل الإسباني؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 28 يناير 2022 - 9:00

اعترف وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الأسبوع الماضي، بأن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد إلى طبيعتها "ليست قريبة"، وهي المرة الأولى التي يبتعد فيها الوزير، الذي جاء أساسا من أجل طي صفحة الأزمة في يوليوز من العام الماضي، عن العبارات "الوردية" المتفائلة التي كانت تتوقع "تطبيع" العلاقات بين العاصمتين قريبا، غير أن خطوات وتصريحات صادرة عن المغرب مؤخرا أكدت أن هذا الأخير لا ينوي التراجع عن "اشتراطاته" المتعلقة بقضية الصحراء، رغم تدخل العاهل الإسباني نفسه.

والمثير للانتباه، هو أن الرباط أصبحت أقل تحفظا في الحديث عن استمرار الأزمة، وفي التأكيد على أن حلها ليس قريبا، في الوقت الذي دخل فيه العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، على خط محاولات المصالحة حين أعرب عن أمله في أن يسير البلدان جنبا إلى جنب من أجل بناء علاقات جديدة ترتكز على أسس أقوى وأكثر صلابة، إذ تلا ذلك تصريحات صادرة عن رئيس الحكومة والناطق الرسمي باسمها تؤكد أن مسببات المشكلة لا تزال قائمة.

ومنذ أن ألقى العاهل الإسباني كلمته أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في مدريد، في غياب السفيرة المغربية كريمة بنيعيش التي استدعتها الرباط في ماي من العام الماضي، ارتفع منسوب الترحاب الإسباني بعودة العلاقات بين البلدين، ليس فقط من لدن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزير خارجيته، بل أيضا حزب "فوكس" اليميني المتطرف المعادي للمغرب، وكذا رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية، لكن في المقابل بدا المغرب وكأنه يرفض هذا "الضغط الناعم".

وتحدث رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، عن الأمر بعد يومين فقط من كلام الملك فيليبي السادس، وذلك خلال عرضه حصيلة عمل الحكومة خلال المائة يوم الأولى بعد تعيينها، وحينها وجه رسالة إلى مدريد مفادها أن لا مصالحة دون خطوة إجابية بخصوص ملف الصحراء، حتى ولو دخل العاهل الإسباني على الخط، مشيرا إلى أن ألمانيا، التي عاشت بدورها أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المغرب، أنهت الأمر بإعلان إشادتها بمخطط الحكم الذاتي.

وأورد أخنوش "من أراد أن يعمل مع المغرب في سياسته الخارجية عليه أن يعرف أمرين سبق للملك محمد السادس أن ذكرهما في خطاباته، وهما الوفاء والطموح، ولو حضر الوفاء فيمكن أن يكون هناك طموح كبير لنسير معا في مشاريع كثيرة وتكتلات مستقبلية"، وأضاف "الوفاء يجب أن يكون أيضا في قضية الصحراء في هذا يجب أن نكون واضحين، الدول التي فهمت هذا الأمر تقوم وزارة الخارجية بتسريع العلاقات معها، ومن لم يفهم هذا بعدُ فسيأخذ وقته كي يفهمه في المستقبل".

وإذا كان أخنوش قد تفادى الحديث عن إسبانيا بالاسم، فإن مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، تحدث عن الأمر بشكل أكثر وضوح، وهي سابقة من نوعها كونهُ كان عادة يتفادى التعليق على القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية تاركا أمرها للوزارة الوصية، لكنه هذه المرة أكد أن لا عودة للعلاقات الثناسية دون "وضوح" من طرف الجانب الإسباني.

وقال بايتاس عقب اجتماع للمجلس الحكومي "الملك تحدث في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب الأخير، (20 غشت 2021) عن أهمية العلاقات الاستراتيجية بين المملكتين ولكنه أيضا حدد، في خطابات سابقة، الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية للمغرب مع عدة دول، وشدد على مبدأين أساسيين هما الطموح والوضوح"، خالصا إلى أن "الطموح موجود، وإسبانيا عبرت عنه، لكن كي يتعزز هذا الطموح نحتاج لكثير من الوضوح".

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...